مجتمع

هكذا يغتني “لوبي الفراشة” بالبرنوصي على حساب الملك العام !

منذ الإعلان بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، عن قرب خروج مشروع الفضاءت التجارية للقرب، سارعت بعض الأصوات لاعلان رفضه معللة ذلك بتبريرات وحجج عدة، تدفع لطرح أسئلة جوهرية من قبيل: أليس من حق ساكنة البرنوصي التوفر على أسواق للتبضع تليق بهم وتجعلهم يحسون بانتمائهم للمنطقة؟ ألا يحق لهذه الساكنة أن تطالب السلطات بضرورة محاربة احتلال الملك العام وتحرير الشوارع من هؤلاء “الغزاة الجدد”؟

أليس من حق شباب المنطقة مطالبتهم للسلطات والمنتخبين بتوفير أسواق لاتخاذها مورد رزق لهم عوض اللجوء للسرقة وبيع المخدرات، خاصة وأن المنطقة تنعدم أو تقل فيها أماكن التبضع والتسوق، وانحصارها في أماكن معينة دون مراعات للتوسع العمراني الذي تعرفه المنطقة بحيث أصبحت العمالة وجهة لاستقبال الباحثين عن السكن من جميع نواحي الدار البيضاء وخارجها.

للجواب على هذه الأسئلة وأسئلة أخرى، كان لابد من اجراء استقصاء بين الباعة المتجولين الذين يبلغون حوالي 400 آلاف “فراش”على صعيد العمالة، ولكشف المستور في علاقة الباعة المتجولين مع بعضهم قبل علاقتهم مع السلطة، وهي العلاقة -الباعة المتجولين مع السلطة- التي لا يختلف إثنان أنها تعرف مدا وجزرا وشد الحبل في كثير من المرات.

+فراشة تايصوروا 20 درهما في اليوم !

جولة سريعة وسط “الفراشة” بشارع طارق، تكشف حيوية ونشاط هذا القطاع غير المهيكل الذي بات يستدعي هيكلته وفق معايير تتوفر فيها شروط الكرامة والمواطنة من جهة، ومن جهة ثانية وفق معايير تجعل من القانون سيد المكان. عدد أصحاب “الفراشة ” بالبرنوصي في تزايد، أغلبيتهم ينحدرون من العمالات والمدن المجاورة ، وفي تصريح لاحدى السيدات اللواتي تشتغل في هذا القطاع غير المهيكل، كشفت في فيديو تم تداوله بمواقع التواصل الاجتماعي أن “الفراشة” يعانون كثيرا وأنهم “حتى 2 درهم ما تايبردوها في اليوم!”.

إذا كان بالفعل مدخول هؤلاء ضعيفا لهذا الحد لماذا يفضلون الاستمرار فيه؟ ولماذا لم يتم البحث عن مورد رزق آخر؟ الجواب عن هذا السؤال، يأتي على لسان أحد الباعة المتجولين الذي رفض ذكر اسمه حتى لا يتعرض لمضايقات هو في غنى عنها كما أكد لنا حيث قال:” يكذب عليك الكذاب ويقوليك ما تنصوروش هنا، الحمد لله مصورين البركة وعايشين”، ثم يضيف وهو يوجه سؤالا اسنكاريا”الى تانصوروا 20 درهم كيفاش معيشين ولادنا ومقرينهم في المدارس الغير حكومية؟”. +لوبي الفراشة يغتني بكراء مساحات من الشارع

ما يثير الإنتباه وأنت تتجول بسيدي البرنوصي، انتشار المئات من أصحاب “الفراشة” على شوارع المنطقة، معلنين سيطرتهم على المكان، في مظهر يثير الاستغراب ويعطي صورة سلبية عن جزء من المدينة التي يريدها الملك محمد السادس قطبا ماليا دوليا.

الغريب في الأمر، الذي يجب على سلطات عمالة البرنوصي فتح تحقيق فيه، أن عددا من أصحاب “الفراشة”، باتوا يستغلون هذه المساحات “المحتلة” أصلا، للحصول على مبالغ مالية من زملائهم الباعة المتجولين.

أحد “الفراشة” يدعى “م.ج”، كشف للجريدة أن بعض الأشخاص ممن أصبحوا “نافذين” في وسط الباعة المتجولين، يكترون للراغبين في وضع سلعهم”الحطة” بمبالغ خيالية، ناهيك عن استغلال الكهرباء العمومية دون أداء ما يستهلكونه، وفرض أثاوات يومية من أجل الحراسة.

وكشف المتحدث دائما، أن هؤلاء الباعة، أضحوا يغتنون من وراء كرائهم لأماكن لأصحاب “الفراشات” خاصة الذين لا يتوفرون على أماكن يضعوا فيها سلعتهم، وهو ما يفهم منه أن هناك استغلال بشع من “لوبي الفراشة” للشارع العام دون أي ضوابط قانونية تسمح لهم بممارسة هذه الافعال.

وينضاف إلى ذلك أن أصحاب الدكاكين على سبيل المثال لا الحصر”يستغلون المساحات التي أمام محلاتهم ويقومون بكرائها بسومة باهضة في الشهر، حيث يصل أدنى إلى 2000 درهم في الشهر !”، وهو ما يعني بحسب هذا التصريح أن العديد من هذه المحلات إن لم نقلها بأكملها لا تؤدي واجباتها الضريبية.

أمام هذا الوضع، وجب على سلطات عمالة البرنوصي الضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه احتلال الملك العام، من جهة، ومن جهة أخرى الاغتناء على حساب الشارع العام الذي هو في ملك كل أبناء البرنوصي وليس فقط الباعة المتجولين.

+مشروع يربك حسابات”سماسرة الفراشة”

خلال اجتماع عقد قبل أيام بالخزانة البلدية بالبرنوصي، بين السلطات والباعة المتجولين، لتقديم شروحات عن مشروع فضاءات تجارية للقرب الذي سيخرج للوجود، وجد بعض الفراشة” أنفسهم في موقف حرج، بعدما اقتنع كثيرون منهم بجدوى هذا المشروع وأهميته.

الباعة المتجولون الذين يخلطون بين العمل الحقوقي واستغلال الملك العام، اختلطت الأوراق أمامهم، بعدما تبين لهم أن الباعة الآخرين الذين شكلوا رقما في بعض الوقفات التي نظمت ضد السلطات قد اقتنعوا أن المشروع الجديد سيحقق لهم وللساكنة شروطا أفضل سواء من حيث التبضع أو من حيث عرض المنتوج الخاص بهم.

وحسب مصدر من الباعة حضر اللقاء، فإن السلطات شرحت بشكل مستفيض جميع المعطيات المتعلقة بهذا المشروع، وبالتالي ضحدت الأفكار التي كان كثيرون من الباعة يحملونها عن المشروع دون معرفة مسبقة.

أمام هذه المعطيات التي تفضح الوجه الآخر لبعض الباعة المتجولين، وجب على سلطات عمالة البرنوصي قبل الشروع في تدشين مشروع فضاءات تجارية للقرب الذي ينتظر أن يدشنه الملك محمد السادس، فتح تحقيق في الموضوع ومحاسبة كل من يتلاعب ببعض الباعة الأبرياء الذين يريدون فقط الحصول على “طرف الخبز”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى