مجتمع

ربورطاج: في مقابر البيضاء ..الأحياء يتاجرون في الأموات

إكرام الميت دفنه ومقابر المسلمين في مدينة الدار البيضاء ليست على حالها ولا تليق برفات الجثامين المدفونة في قبورها،عكس مقابر المسيحيين واليهود في عمالة آنفا أو تلك القريبة من ثكنة الوقاية المدنية بشارع الحزام الكبير بمقاطعة الحي المحمدي عين السبع.

ظلت مقبرة الشهداء إلى وقت قريب مأوى للصوص والمتشردين قبل أن يتم اعتقال عصابات كانت تتخد من المقبرة قاعدة خلفية للهجوم على مستعملي الطريق السيار أو المارة .

وفي زيارة قام بها الصحافي عبد الرحيم التوراني لمقبرة في المدينة وقف على أوضاع خاصة تعيشها مقابر المدينة .إليكم تفاصيلها..

ليلة أمس، توفيت جارتنا الطيبة “للا زهرة “بعد معاناة طالت مع المرض اللعين.

وظهر اليوم سرت مع عدد قليل من الأهل والجيران وراء جنازتها، حيث تمت مواراة جثمانها التراب بمقبرة الرحمة جنوب غرب الدار البيضاء.

لفت نظري عند مدخل المقبرة لوحة رخامية كتب عليها “المقبرة الجماعية”، والقصد أنها تابعة للحماعة المحلية، وليست حفرة تضم موتى التعذيب والاختطافات أو الحروب، كما تفيد العبارة.

كان هناك طبعا المتسولون وأكثرهم من المسنين ومن ذوي العاهات وباعة الشريحة والتمر وماء الزهر والكرابة، وكان هناك أؤلئك الذين يقرأون على القبور، والجميع ينتمون إلى بؤساء العالم القروي.

ابن الفقيدة جلب معه إمام مسجد الحي فثارت ثائرة فقهاء المقبرة، وخاف الإمام على نفسه ولم يتقدم إلا بعد تأمين الحماية له. قبل أن يتلو آيات من القرآن مع ما يحفظه من الدعوات الجاهزة، لاحظت أن فقهاء الموت كانوا يغطون على صوته محركين رؤوسهم المطربشة بالأحمر المتسخ، وأعينهم على مرافقي الجنازة، كأنهم يقولون “كل البضائع لدينا هنا قلم الاستيراد”.
في النهاية كان لا بد من نشوب حرب صغيرة تم إخمادها بالفلوس.

عند كل زيارة إلى المقبرة الخاصة بموتى المسلمين أسمع كلاما حول نظافة مقابر اليهود والنصارى.

في السنوات الماضية كانت مقبرة الرحمة بعيدة عن المدينة، لكن مافيا العقار هجمت على أسوارها وباتت اليوم تحاصرها من كل جانب ظلال الأسمنت..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى