الرأي

لا كرصون لوبيز ولا بورنو عيوش

جاءت السيدة جينيفير لوبيز ، لتحضر سهرة من سهرات ما يسمى بموازين ، وحتى من استضاف هذه السيدة فهو يدرك انها هي مثل حاسوب مزود بنظام يشتغل بصفر حياء ، تعرت السيدة جينفير ورقصت بكرصونها ، رفقة الشيخات اللاتي كن يرافقنها ومعهن شرذمة من المثليين الجنسيين ، وقبضت السيدة لوبيز ما تيسر لها من ألوفات الأورو او الدولار وراحت تبحث لها عن منصة اخرى ترقص فيها شبه عارية .

ليس المشكل في ان قناة عمومية مثل القناة الثانية قد نقلت حفل هذه السيدة ، فهذه القناة اعتادت نقل سهرات لا ينقصها إلا كرصون جينفير لوزبيز ،ولعل سهرة القفطان المغربي كانت تعريا محليا بامتياز ، فحتى بعض مغربياتنا وبعض عربياتنا لهن نصيبهن في التعري ، في زمن بتنا فيه نقيص التعري بالملمترات .

خلقت زوبعة كعادة كل دورة من دورات هذا المسمى موازين ، وستخلق زوبعات مستقبلية ننتظر فقط ابطالها او بطلاتها ، يغرفون اموالنا ويفضحون سوءاتهم قبالة اطفالنا ويركبون الطائرة عائدين من حيث اتوا .

المشكل ان هذا الذي يقع في كل دورة من دورات هذا المهرجان المطارد بلعنة الفضائح ، لا يحدث فجائيا ، ولا صدفة ، هذا الذي يحدث مخطط له ، هذا الذي يحدث يقف خلفه طاقم نافذ ، هو أكبر من أن يتواضع ويقدم ولو اعتذارا للشعب المغربي ، هذا الذي يحدث ويعرض على قناة عمومية يقف خلفه قوم لهم دوافعهم واهدافهم وايديولوجيتهم ، هؤلاء الذين يتعمدون جعل مهرجانهم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك ، ثم ينزاحون بالمهرجان عن شعاره الذي اختاره لنفسه ” مغرب الثقافات ” ، هؤلاء هم ربما بعض من التماسيح والعفاريت التي تحدث عنها رئيس الحكومة ، لكن حتى رئيس الحكومة نفسه عندما كان معارضا اذكر انه اكتنز رصيدا سياسيا له من معارضته لمهرجان موازين ، ها قد ضرب الطم ، وتحول الى فرزدق يصارع اكثر من جرير في جاهلية سياسية .

سواء تعرت لوبيز في القناة الثانية وكادت تبقى كما ولدتها امها ، وسواء اخرج نبيل عيوش فيلما بورنوغرافيا يحاول جاهدا تغيير اسمه الى شريط سينمائي ، فكل هذه مجرد اعراض لمرض خطير لكنه مجهول ، مرض تحاول بعض المختبرات المخزنية ان تنشره بين الناس ليمرضوا مرضا معينا ، مرض يسوقهم صفا صفا الى مشافي لا تزيد مرضهم الا استشراء .

ألا نكون دولة داعش ولا دولة طالبان ولا جماعة بوكو حرام ، فهذا لا يعني ان نتحول الى مجتمع بهيمي على شاكلة قطيع من الحمير كل حمار يرتمي فوق الاقل منه قوة كان ذكرا مثله او انثى ، مخطئ من يعتقد ان الارهاب يحارب بمثل هذه السهرات المنافية للفطرة ،فهي سهرات في جميع الاحوال تدخل في زمرة التطرف والارهاب المخرب للقيم ، ومعلوم ان القيم لا تقل اهمية عن الحياة ، إذ يشاع أنه لا حياة بدون قيم ، وان الحياة بدون قيم هي خاصية حيوانية بامتياز ، فلننظر من يريد ان يسوقنا الى اسطبله .

كان الله في عون ابنائنا الذين يعتقدون ببراءتهم أن جنيفير لوبيز قدوة ولا تقوم الا بالسلوك الحسن ، ويعتقدون ان عيوش ابن العائلة لا يخرج للسينما المغربية الا ما تضاهي به افلام القريب والبعيد من الدول ، كان الله في عونهم ، وكان الله في عوننا كي نصحح لهم معنى المهرجان ومعنى الفن ومعنى الثقافة ونفرق بين كل هذا والمجون والاباحية والضجيج والضوضاء والصفقات التي ظاهرها فن وباطنها بيزنس .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى