تحت شعار” ابتكار فلاحة المستقبل، مشروع للجميع” احتضنت مدينة مكناس تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس ،يوم الاثنين، المناظرة الثامنة للفلاحة، بمشاركة عدد كبير من المسؤولين الفاعلين و الخبراء المحليين و الدوليين ومهنيي القطاع.
وتسعى هذه المبادرة السنوية لمصاحبة انطلاقة وتنمية القطاع الفلاحي الوطني، كما تجيب على الرهانات و الإشكاليات الوطنية و الدولية التي ينبغي على هذا القطاع المهم في الاقتصاد التفاعل معها. كما اختارت هذه الدورة أن تنكب على مستقبل الفلاحة المغربية و الوسائل العملية التي يمكن أن تجعل منها قاطرة للتنمية الاقتصادية و الاجتماعيةللملكة، كما وهي فرصة أيضا لتقييم حصيلة المخطط الأخضر و درجة تقدمه خاصة و أنه لا تفصلنا سوى خمس سنوات عن تاريخ الانتهاء العمل به.

ومن بين أهداف هذه الدورة الثامنة العودة إلى تجارب الأمم الفلاحية الكبرى التي نجحت في جعل الفلاحة قطاع مستقبل اقتصادياتها. وتوحيد أجيالها الشابة و القادمة حول هذا القطاع.، فضلا عن تدارس مختلف الإمكانيات التي يمكن أن يمثلها التعاون الفلاحي من أجل خلق فلاحة عصرية مستقبلية ذات جاذبية وتنافسية شاملة في وقت يتموقع فيه المغرب باعتباره بوابة حقيقة نحو أفريقيا.
تتواصل فعاليات الدورة العاشرة للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس (سيام)، الذي ينظم ابتداء من اليوم إلى غاية 3 من شهر ماي المقبل. وما يميز هذه الدورة، هو تكريممبادرة لأول مرة، ويتعلق الأمر بمنظمة “غلوبال دراي لاند” القطرية، التي تعنى بالمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي في البلدان القاحلة.
وتراهن هذه التظاهرة الفلاحية، التي دخلت خانة الملتقيات الفلاحية وأصبحت مرجعا على الصعيد الدولي للاستفادة من التقنيات والخبرة التي راكمها على مدى عشر سنوات، على جعل الفلاحة المغربية ذات إشعاع دولي، ضمن أبرز القطاعات الفلاحية العالمية.
كما يشكل هذا الملتقى، من خلال شعار الدورة الحالية “الفلاحة والأنظمة الغذائية”، مناسبة لتسليط الضوء على تحديات ورهانات القطاع الفلاحي كقطاع مهم وحيوي بالنسبة للاقتصاد الوطني، وفرصة لاكتشاف سبل ومراحل تطوير الأنظمة الغذائية المحلية.
ويسعى منظمو هذا الحدث الدولي، منذ دورته الأولى سنة 2006، إلى تتبع عن كثب التطورات والإنجازات في مجال تنمية الفلاحة المغربية، وتموقعها على الساحة الوطنية والقارية والدولية.
وعلى غرار الدورات السابقة، تعرف الدورة الحالية مشاركة حوالي 1200 عارض من 50 بلدا.

وستضم الأقطاب التسعة للملتقى الدولي للفلاحة قطب الجهات الست عشرة بالمغرب، وكل واحدة من هذه الجهات تعرف بالموضوعات الفلاحية المرتبطة بمنطقتها الفلاحية، وقطب المؤسسات والاحتضان، وهو فضاء خاص بالمؤسسات العمومية والخاصة، المنخرطة في القطاع الفلاحي، والداعمة للملتقى الدولي للفلاحة، والقطب الدولي، ويضم المقاولات الأجنبية العاملة في القطاع الفلاحي أو التغذية الفلاحية، وقطب المنتجات، ويجمع المقاولات الصغيرة والمتوسطة والمقاولات الكبرى الفلاحية أو في مجال التغذية الفلاحية، التي تعرض منتجاتها من فواكه أو خضر أو منتجات مصنعة.
كما تضم هذه الأقطاب قطب التموين الفلاحي، ويخص القطاعات المرتبطة بعوامل الإنتاج والتجهيزات الصغيرة للإنتاج النباتي، وقطب الطبيعة والحياة، ويهم مجال الترفيه، مثل الصيد البحري والقنص والبستنة والفضاءات الخضراء والغابات، كما يهم أصحاب المشاتل والأنشطة البيئية، وقطب تربية المواشي، وقطب الآليات، وقطب المنتجات المحلية.
ويسعى ملتقى 2015، المنعقد على بعد 5 سنوات من انتهاء مخطط التنمية الفلاحية في أفق 2020، إلى جعل الفلاحة المغربية في صلب اهتمامات العالم الفلاحي، وتتميز هذه الدورة باختيار موضوع يشمل مجموع التحديات، التي يتوجب على الفلاحة المغربية رفعها، لمناقشته في هذه الدورة.
يذكر أن موضوع دورة 2015، ينخرط في مفهوم برامج الأمن الغذائي العالمي، الرامية إلى الحفاظ على الأراضي الزراعية والري والبنيات التحتية والبذور والأسمدة، بهدف تحسين المحاصيل وتوفير الغذاء، ويمثل الماركوتينغ والتسويق حلقة لا يمكن إهمالها في الأنظمة الغذائية، التي تظل راهنية لسد الثغرات الغذائية، وتبقى الغاية هي تقديم منتوج جيد وتنافسي وفي متناول المستهلك.
وكل هذا يستلزم تكاملا فعالا وناجعا بين مختلف سلاسل الإنتاج، مع الحرص على الحفاظ على المحيط البيئي، واستحضار هاجس الأمن الغذائي.
زر الذهاب إلى الأعلى