أكد مشاركون في ملتقى خاص بالفيلم الوثائقي ، ينظم يومي 8 و9 دجنبر الجاري بالدار البيضاء ، أن توسيع مجال إنتاج الأفلام الوثائقية بالمغرب، يتطلب جهدا مشتركا يرتبط بالقانون والتمويل والإبداع .
وفي هذا الصدد أبرزوا، خلال الملتقى المهني الأول للفيلم الوثائقي، الذي تنظمه القناة الثانية ( دوزيم ) ، أن المغرب حقق تراكمات هامة بشأن إنتاج الأفلام الوثائقية ، لكن الطموحات المتعلقة بتعزيز هذه التراكمات تعوقها أساسا جوانب تتعلق بتغيير القوانين ، وإيجاد طرق إضافية للتمويل .
ودعوا ، خلال هذا الملتقى الذي يشارك فيه المسؤولون والمهنيون المغاربة والأجانب في مجالي السينما والإعلام، إلى تغيير بعض القوانين التي تقنن إنتاج الأفلام الوثائقية ، فضلا عن إعمال مبدأ الابتكار في عملية التصوير والإبداع .
واعتبر المدير العام للقناة الثانية السيد سليم الشيخ، في هذا السياق، أنه حان الوقت لتجميع جهود مختلف الفاعلين في مجال إنتاج الأفلام الوثائقية بشكل يساهم في تطوير هذا النوع من السينما، مع تحليل نقط قوته وضعفه.
وبعد أن أبرز أن الأفلام الوثائقية تشكل جانبا هاما في برامج القناة الثانية ، شدد كذلك على أهمية تقييم التجارب الأجنبية في هذا المجال التي يمكن الاستفادة منها، خاصة في الجانب المتعلق ببلورة شراكات مع الفاعلين الدوليين في ميدان إنتاج الأفلام الوثائقية .
ومن جهته دعا المدير العام للمركز السينمائي المغربي السيد صارم الفاسي الفهري، إلى مزيد من الانخراط في عملية إنتاج الأفلام الوثائقية بشكل يساهم في تطوير السينما المغربية بشكل عام.
وبعد أن أشار إلى أن المركز السينمائي المغربي يشتغل في إطار القوانين الموجودة، قال إن المغرب له تجربة هامة في مجال الفن السابع بشكل عام، والتي تندرج ضمنها الأشرطة الوثائقية، التي حصدت عدة جوائز خلال مختلف التظاهرات.
ومن جهته شدد رئيس الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام السيد أحمد المعنوني، على أهمية اعتماد رؤية ابتكارية في مجال إنتاج الأفلام الوثائقية، التي تشكل محركا حقيقيا للإبداع السينمائي.
وبعد أن دعا القنوات التلفزيونية المغربية إلى مضاعفة الفرص الخاصة بإنتاج الأفلام الوثائقية، قال إن الكرة توجد حاليا في مرمى المهنيين لكي يحددوا حاجياتهم في مجال الإبداع السينمائي.
وفي سياق متصل قال المدير المركزي للإنتاج والبرمجة بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة السيد العلمي الخلوقي، إن هناك إكراهات خاصة بإنتاج الافلام، والمتعلقة في جانب منها بالتمويل والقوانين.
ولإبراز الأهمية الكبيرة التي يكتسيها هذا النوع من الأفلام، استحضر السلسلة الوثائقية (أمودو) التي تبثها القناة الأولى والتي تحظى بمتابعة كبيرة من لدن المشاهدين .
أما مسؤول عن تطوير شبكة دولية خاصة بالأشرطة الوثائقية السيد جان ماري بارب (فرنسا)، فاعتبر أن هذا الملتقى يعكس مستوى الوعي بأهمية الأفلام الوثائقية لدى المهنيين المغاربة.
وأوضح أن المغرب ، يشكل على المستوى الإقليمي ، الفضاء الأهم الذي يتواجد فيه أكبر درجة من الوعي والدينامية بشأن الدور الذي يمكن أن يضطلع به الفيلم الوثائقي من الناحية الثقافية والتربوية والصناعية .
ويشمل برنامج هذا الملتقى إجراء نقاشات وتقديم شهادات، بشأن تطوير عملية إنتاج الأفلام الوثائقية، وكذا العلاقة ما بين السينما والإعلام المرئي