مجتمع

لهذه الأسباب يعتبر مهم جدا تدشين مركز اجتماعي وثقافي بتيط مليل

اعتبارا للمكانة الجوهرية التي تحتلها فئة الشباب في النسيج الاجتماعي ومساهمتها الوازنة في الدفع بمسلسل التنمية، أضحى المغرب يراهن بقوة على تأهيل وتطوير قدرات شبابه وتمكينهم من تكوين متكامل في شتى المجالات لصقل وإبراز مواهبهم، بما يؤهلهم للاضطلاع بأدوار رئيسية في مسلسل بناء مغرب الغد. ويتجلى حرص المملكة على تطوير قدرات الشباب واستثمار كفاءاتهم وإمكانياتهم، في مختلف بنيات التكوين والتأهيل والإدماج المهني والثقافي والرياضي التي أحدثت خلال السنوات الأخيرة، وتلك المبرمجة أو الموجودة في طور الإنجاز، على غرار المركز الاجتماعي والثقافي بتيط مليل (إقليم مديونة)، الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء، والذي أنجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

ويعكس تدشين جلالة الملك لهذا المرفق الاجتماعي والثقافي، الذي تطلب استثمارا إجماليا يناهز 8 ملايين درهم، العناية الخاصة التي ما فتئ جلالته يحيط بها الشباب، وحرص جلالته الراسخ على المضي قدما في تنفيذ مختلف المشاريع الرامية إلى تقوية قدرات هذه الفئة الاجتماعية الهامة وانتشالها من جميع مظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعي، في المجالين الحضري والقروي، بما يحفزهم على المساهمة الفاعلة في الدينامية الاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها المملكة. وينسجم هذا المرفق مع روح وفلسفة وأهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المتمثلة في محاربة الفقر والهشاشة وكذا الاقصاء الاجتماعي من خلال إنجاز مشاريع دعم البنيات التحتية الأساسية، وأنشطة التكوين وتقوية القدرات، والتنشيط الاجتماعي والثقافي والرياضي إضافة إلى النهوض بالأنشطة المدرة للدخل.

كما أنه يجسد مشاريع القرب التي أنجزتها المبادرة منذ إطلاقها سنة 2005 خاصة في المناطق التي تعاني من هشاشة اجتماعية بغرض تمكين شباب هذه المناطق من التوفر على بنيات تحتية كفيلة بالسماح لهم بصقل مواهبهم وإبراز مؤهلاتهم في شتى المجالات.

ويوفر هذا الفضاء خدمات تعليمية تروم محاربة الهدر المدرسي، وأخرى ترفيهية مثل الموسيقى والمسرح والتعبير الجسدي، وجاء إنجازه بالخصوص لتفادي الاختلال في التوزيع الترابي لمثل هذه المرافق ومن أجل مواكبة ساكنة المنطقة المستهدفة ثقافيا واجتماعيا وتشجيعها على التحلي بروح المسؤولية، وبالتالي المساهمة في محاربة جنوح الأحداث والهدر المدرسي.

ويأتي هذا المركز لتعزيز مخطط تنمية جهة الدار البيضاء الكبرى (2015- 2020)، الذي أطلقه جلالة الملك في 26 شتنبر الماضي، والذي يولي محوره الأول، الخاص بتحسين ظروف عيش الساكنة، اهتماما خاصا للفئات الاجتماعية في وضعية هشاشة والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك في تكامل تام مع برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى