مجتمع
“الشياطين” الصغار بالدار البيضاء يتأهبون لحرب المفرقعات بمناسبة عاشوراء

ترتبط مناسبة عاشوراء في الثقافة الشعبية، ببيع وتسويق الألعاب الخاصة بالأطفال الصغار، إضافة إلى طقوس أخرى، تتمثل في شراء الفواكه اليابسة، لكن الطقس الأبرز في الاحتفال بهذه المناسبة هي ظاهرة المفرقعات التي تنتشر في كل مكان، وتشكل خطرا على الكبير والصغير.
قبل سنوات حظرت السلطات العمومية استيراد وتسويق المفرقعات المستقدمة من الخارج بالتهريب بالنظر لمخاطرها على السلامة، وحماية للأطفال و المراهقين من اللعب بها.
المفرقعات التي تم حظر استيرادها وبيعها للعموم، مازالت تستورد وتباع بشكل عادي، مما يطرح أكثر من تساؤل حول الجهة التي تستورد هذه القنابل الموقوتة، وعدم تطبيق القانون على المخالفين، خاصة في ظل تعدد نقاط البيع وتنافس محموم بين بعض تجار الجملة بالدار البيضاء وسلا لاحتكار تسويق هذه القنابل.
حظر السلطات العمومية لاستيراد المفرقعات وبيعها للجمهور يعني أن هذه القنابل الموقوتة تباع سرا وفي أقبية ومحلات بدون عناوين، يتعذر على الباعة بالتقسيط الوصول إليها، كما يصعب معرفة الجهات التي تقوم باستيرادها سرا وتسويقها بنفس الطريقة.
غير أن واقع التسويق يؤكد حقائق مخالفة لمعنى الحظر الذي فرضته الدولة على تسويق هذه المواد.
في الدار البيضاء القلب النابض للحياة التجارية بالمغرب، هناك عشرات المحلات التي تقوم باستيراد وتسويق هذه المفرقعات وبكميات كبيرة، وتعدد في الأنواع والأشكال وعروض مختلفة في الأثمان وبتنافس شديد يؤكد هامش الربح المعتبر في هذه التجارة التي تدر على أصحابها عائدات مالية هامة، وتزرع الرعب في الشوارع وتهدد حياة الأطفال والمراهقين وكل من يتحرك في الشارع العام.
تحول استعمال المفرقعات إلى كابوس بالنسبة لبعض الأسر التي تضررت من هذه الألعاب النارية في السنوات الأخيرة.
الحديث عن هذه المفرقعات يحمل ذكريات لأسر فقدت أطفالها بسبب هذه الفرقعات، وبسلسلة من الحوادث الأليمة التي تسببت في بتر أصابع وأيادي وفقأ أعين وحروق وإصابات مختلفة.
في السنوات الأخيرة أيضا اقتحمت هذه القنابل الموقوتة المؤسسات التعليمية والملاعب الرياضية وتحولت إلى سلاح يستعمل للتخويف بعد أن كان شكلا من أشكال المظاهر الاحتفالية.