مجتمع

الكوشي..المقرئ الذي يجمد أوصال سيدي مومن في صلاة التراويح

وحده العيون لعيون الكوشي،، إمام مسجد الأندلس بحي أناسي بسيدي مومن بالدار البيضاء، يستطيع استتباب الأمن بمنطقة سيدي مومن ويجمد أوصالها خلال ثلاثين يوما من رمضان، حين يتجمع خلفه، كل ليلة، أكثر من 45 ألف مصل في صلاة التراويح يفيض بهم مسجد الأندلس وينتشرون في جنباته والأزقة المتفرعة عنه والساحات القريبة منه، وفي كل مكان تصل إليه المدود الطويلة لإنشاد قرآني عذب يبعث الرعشة في القلوب، وتسيل دموعا وتنهدات تسمع من مسافات قريبة.
للعيون الكوشي آلاف المعجبين الحقيقييين والافتراضيين (لي فانز)، ومثلهم من الأوفياء الذين رافقوا مسيرته منذ 2005، سنة افتتاح مسجد الأندلس، أحد أكبر المساجد بسيدي مومن، الذي بناه أحد المحسنين من أجل “عيون” الكوشي، لإقناعه بالبقاء بهذه المنطقة، ولا يغادرها قط كما كان يفعل في تجاربه السابقة.
أغلب المعجبين بالعيون الكوشي لا يتبينون أحكام وقواعد ومدود قراءة متميزة يتقنها هذا المقرئ اسمها “رواية ورش عن نافع من طريق الأزرق”، لكنهم يعرفون نبرات وحبال صوته وطريقة تجويده، وبينهما صدقه وخشوعه الذي يتسرب سلسا إلى أفئدة آلاف المصلين والمصليات، وبعضهم يشد الرحال من خارج الدار البيضاء، ويفضل الاستقرار قرب المسجد في منازل للكراء، حتى انتهاء رمضان.
وليس الصوت ومدارج قراءة مميزة، ما يشد الانتباه في سيرة رجل انطلق بآسفي، بل علمه الوافر وتمكنه من القواعد والأحكام، إذ كان الكوشي من أوائل القراء الذين حظوا بتسجيل المسيرة القرآنية سنة 1993 التي كانت تبث في رمضان. كما تمكن من تسجيل المصحف كاملا برواية ورش بمصر، بحضور مشايخ من الأزهر وعلى رأسهم الدكتور أحمد عيسى معصراوي وهو شيخ عموم المقارىء المصرية بمساعدة السيد عبد المجيد، وكان أول مصحف برواية ورش لقارئ مغربي، استغرق تسجيله ثلاث سنوات من 2002، وصححه 22 شيخا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى