الدارالبيضاء … خبراء و أكاديميون و إعلاميون مغاربة يجتمعون في المدرسة الوطنية للأشغال العمومية لهذا الغرض

أجمع خبراء و أكاديميون و إعلاميون مغاربة ، مهتمون بالحقل الرياصي ، أمس الجمعة بالدار البيضاء ، على أن الرياضة شكلت على الدوام عنصرا أساسيا ومكونا حضاريا في حياة المغاربة، عزز فيهم شرف الانتماء للوطن. جاء ذلك خلال ندوة نظمتها المدرسة الوطنية للأشغال العمومية ،أمس الجمعة بالدار البيضاء، تحت “شعار التعبئة الرياضية من أجل توطيد الوحدة المغربية” ،حضرها عدد من الاسماء الرياضية التي …. و هكذا ، أكد الباحث الأكاديمي في شؤون الرياضة، السيد منصف اليازغي ،أن عنصر الانتماء والشعور الوطني ، كان حاضرا مند عهد الحماية وقد تطور الأمر مع توالي السنوات، حيث ساهمت العديد من المنتخبات الوطنية والأبطال في مختلف الرياضات في رفع الأعلام الوطنية خفاقة في الملتقيات العالمية، وهو ما زاد من قيمة الإعتزاز بالشعور الوطني ،. وتجسد ذلك بجلاء ،يقول اليازغي ، في كأس إفريقيا للأمم بتونس 2004 ، و التي بلغ المنتخب المغربي نهايتها ،عندما خرج ملايين المغاربة إلى الشوارع يهتفون بإنجاز أسود الأطلس، حينها تم تسجيل أرقام قياسية في مبيعات الأعلام الوطنية، مبرزا أن النخب السياسية بمختلف توجهاتها، تتوحد في مواقفها لما يتعلق الأمر بإنجاز رياضي غير مسبوق، ونفس الشعور ينتاب الجالية المغربية بالمهجر التي تعودت على تفجير حماسها الوطني عند كل استحقاق رياضي كبير. بدوره ، يرى الخبير الدولي في ألعاب القوى ،ز السيد عزيز داودة أن قوة كل نشاط رياضي تكمن في حجم التعبئة المحيطة به، موضحا انه في الوقت الذي لم تستطع فيه سياسات العالم ان توحد الشعوب، فإن مفعول الرياضة “استطاع أن يخلق إجماعا شعبيا متجانسا يقدر بالملايين، إذن ليس هناك أي مجال يمكن أن يؤثر قي المجتمع أكثر من الرياضة “. و أضاف داودة ،وهو خبير دولي في المجال الرياضي ، أن رجال السياسة أصبحوا الآن على وعي بأن الرياضة يمكن أن تصلح ما تفسده السياسة، وأضحوا يولون أهمية كبرى للأمر سعيا لخلق التعبئة الشعبية، مشددا في هذا السياق على أهمية توظيف الرياضة كعنصر فعال وهادف لحماية وتقوية الإجماع الوطني خاصة في ما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة .
وفي مداخلته حول الأهداف الموجهة التي تستخدمها الرياضة في تمتين التعبئة الوطنية، أبرز الإعلامي حسن فاتح أنه “بغض النظر عن المفهوم الضيق الذي يمكن أن ينحصر في كون الإنجاز الرياضي هو مجرد تحقيق انتصار أو الحصول على ميدالية من الميداليات، فقد أصبح اليوم يحمل رسالة قوية من أجل تدعيم الوحدة والتفاعل المشترك مع كل القضايا الوطنية والإقليمية “.
و لاحظ أن المغرب استطاع أن يثبت تحركه القوي في هذا الاتجاه على المستوى القاري ،من خلال الحضور القوي الذي بات يشغله حاليا داخل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم .
و شددت باقي المداخلات في هذه الندوة على حتمية الرقي بالرياضة المغربية وتوظيفها من أجل تنمية الشباب والرفع من وعيهم وتوحيد غاياتهم، وفقا لمقتضيات الدستور، وتفعيلا لمضامين الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس الى المشاركين في أشغال المناظرة الوطنية للرياضة بالصخيرات سنة 2013 ، الداعية الى جعل الرياضة المغربية نموذجا متميزا ومدرسة حقيقية للحياة وللوطنية والمواطنة وعنصرا للتلاحم الاجتماعي ورافعة للإشعاع الجهوي والدولي.