مجتمع
مأساة بوركون…من يتحمل المسؤولية!!

حسب آخر المعطيات التي أعلنت عنها سلطات مدينة الدارالبيضاء، بلغ عدد الموتى بإنهيار منازل بوركون 17 شخصا، منها نساء وأطفال، وأكثر من خمسين جريحا إصاباتهم متفاوتة، في أحد أسوء الكوارث التي تقع بالعاصمة الإقتصادية.
حصيلة جد ثقيلة ذهب ضحيتها مواطنون أبرياء، كانوا يمنون النفس ببيت يأويهم، ليجدوا أنفسهم وفي لمح البصر، وسط الحطام والأنقاض، رغم أنهم كانوا يأدون حوالي 1800 درهم شهريا لأصحاب المنازل، الذين ساهموا بدور كبير في هذه المأساة التراجيدية، التي لن تنسى بيسر، من ذاكرة الأحداث الأليمة للعاصمة الإقتصادية.
وبعد أن تم إخراج الضحايا من الحطام، الأحياء منهم والأموات، بدأت الألسن تتحدث في البيوت والشوارع، وفي الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الإجتماعي وفي كل مكان تقريبا، عن السبب وراء هذه الكارثة.
هل هو صاحب المنزل الذي انتقل من طابق أو طابقين، ليبني 5 طوابق ونصف، دون القيام بدراسات أو تدابير حول أساسات البناء وهيكله الإسمنتي.
وفي هذا الصدد يجب أن نعرف أن كل عمارة عند الشروع في بناءها يضع المهندس المعماري بمعية تقنيي الحديد، مخططا لإحتمالات الوزن والطوابق، وكما قيل لوسائل الإعلام من طرف ساكنة الحي، فالعمارات التي انهارت كانت تتكون في الأصل من طابق واحد فقط، سنوات السبعينات.
كما نتساؤل هنا عن مسؤولية محتملة ومباشرة، للسلطات المحلية سواء تلك التي تمنح الإذن ببناء طوابق جديدة، او تلك التي تراقب البناءات العشوائية، وما أكثرها بمنطقة بوركون، ومختلف احياء العاصمة الإقتصادية، فأحيانا عند محاولة إحداث إصلاح او تغيير بسيط بالمنزل، تجد المقدمين والشيوخ بالمرصاد، ومع ذلك تضاف طوابق وطوابق بأماكن أخرى دون ان يحرك المعنيون بالأمر ساكنا!!.
ولا يسعني في الأخير ان القي باللوم على ضحايا المأساة، لكونهم قبلوا السكن بقنابل موقوتة، معدة للإنهيار ودفن من بداخلها في أية لحظة، حيث أن الحاجة والفقر والرغبة في ايجاد اربع جدران تقي من البرد والحر، تدفع اي كان للسكن ولو فوق الماء والسحاب، ولا يسعنا الا ان نطلب الرحمة والمغفرة للضحايا، وننتظر مراجعة شاملة لطرق تدبير المجال العمراني ببلادنا، بعد ان اعلنت التدابير السابقة فشلها في اكثر من مناسبة.