الانتحار.. آفة تنسف أرواح المغاربة بسبب عوامل متداخلة

يكاد لا يمر يوم دون أن نسمع أو نقرأ عن تسجيل حالة انتحار في مدينة ما بالمغرب، حتى أصبح المتخصصون الاجتماعيون يصفون وقائع الانتحار بـ ” ظاهرة العصر”.
في ظل غياب إحصائيات رسمية تُحصي عدد الحوادث في هذا الشأن، إلا أنه وفق تقارير إعلامية فإن الحالات المسجلة نتيجة الانتحار من كلا الجنسين ومن فئات اجتماعية متباينة في تزايد مستمر خاصة في الأشهر الأولى من سنة 2018، إذ أن جهتي طنجة تطوان الحسيمة وخنيفرة بني ملال من أكثر المناطق التي تعرف هذه الظاهرة.
ماهي أسباب وعوامل تنامي ظاهرة الانتحار بهذه المناطق؟ هل ضعف البنية الاقتصادية والتنموية بهاتين الجهتين من بين العوامل التي تدفع الأفراد إلى الإقدام على إنهاء حياتهم؟ ثم هل الضغوطات النفسية والفراغ الروحي عند الضحايا يُسقطهم في خانة العزلة ثم التفكير في الانتحار؟ أسئلة من بين أخرى سيجيب عنها مختصين في علم الاجتماع والنفس.
الشعباني: ظروف العيش وتبخيس قيمة الحياة
يرى الأستاذ الجامعي والمختص في علم الاجتماع، علي الشعباني، أن تزايد عدد حالات الانتحار غير مرتبط بمنطقة أو بلد معين، وإنما هو ظاهرة عالمية تتضاعف بوتيرة متسارعة، تكون مرتبطة بالظروف الاجتماعية، الاقتصادية والاختلالات النفسية لدى الضحايا، معتبرا أن الشخص المنتحر يختبئ وراء سبب من هذه الأسباب.
وأوضح الشعباني، في تصريح لموقع القناة الثانية، أن الأشخاص الذين مروا من ضغوط ومشاكل اجتماعية أو أمراض نفسية وعصبية أو فشل في الحياة المهنية أو الدراسية هم أكثر الأشخاص عُرضة لحوادث الانتحار.
وقال المختص الاجتماعي، إن منطقة الشمال تُعرف بزراعة “الحشيش” والترويج والتعاطي للمخدرات، مشيرا إلى أن “عامل الإدمان على المخدرات بالإضافة إلى عوامل البطالة والظروف الاجتماعية كالفشل في الحياة وانسداد الأفق في نظر الضحية، محددات تبرز بشكل واضح في هذه الجهة”، مشددا على أن “المنطقة التي توجد بها هذه الأمور ستشهد نسبة الانتحار ارتفاعا ملفتا”.
وسجل ذات المتحدث، أن جهة بني ملال خنيفرة من بين المناطق التي تتميز بجغرافية وعرة بالإضافة إلى ظاهرة الهجرة نحو أوروبا، مبرزا أن بعض هؤلاء المهاجرين يتعاطون إلى المخدرات وبالتالي فعند عودتهم إلى موطن نشأتهم فإنهم يصطدمون بواقع مختلف عن أرض المهجر.