اقتصاد

من البيضاء إلى وغادوغو: إيدار نموذج للاندماج السلس في بلاد “الرجال النزهاء”

مسفيوية حتى النخاع، ترعرعت منذ نعومة أظافرها بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، وبحكم ميولها ورغبتها في التكوين في مجال دقيق وتحديدا تدبير المقاولات، لم تكن نادية إيدار تتصور يوما بأن الاقدار ستدفعها إلى السفر خارج بلدها الأصلي، بعيدا عنه بآلاف الكيلومترات لتحط الرحال في بلاد “الرجال النزهاء” بوركينا فاسو.

فبعد أن حازت عن جدارة سنة 2012، على ماستر أوروبي في “إدارة واستراتيجية المقاولات” بالدار البيضاء، ومعاناتها جراء وضعية مؤسفة ناجمة عن عدم استقرار مهني، قالت نادية في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء وابتسامة تملأ محياها مقرونة بطعم الانتصار “إن صديقة لي أكن لها محبة كبيرة تقيم ببوركينا فاسو اقترحت علي الالتحاق بها في وغادوغو لمساعدتي لتولي منصب يتناسب مع تكويني والذي أنا فخورة بالحصول عليه”..

جالسة على شرفة فندق مرموق ذي تصنيف دولي، يقع بضواحي وغادوغو، تتولى إدارته بفعالية وحزم، تقول نادية وهي تداعب بحنان ومودة طفلها المكي الذي لا يتجاوز عمره سنتين، إنها بمجرد أن وطئت قدماها أرض بوركينا فاسو بتأشيرة سياحية، تعرف عليها مالك المؤسسة الحاج أ. ويدراوغو، وهو رجل أعمال بوركينابي ثري، أغرم بالجمال المغربي واقترح عليها الزواج.

وقالت نادية، التي تعتز بإتقان أسس مجال الاستيراد والتصدير الدولي “وصلت إلى واغادوغو في عام 2011. حتى الآن، قطعت مراحل طويلة من أجل بلوغ وضعية تتناسب مع تكويني الأكاديمي، ومهاراتي وخبرتي المهنية التي اكتسبتها على مدى أكثر من سبع سنوات من الاغتراب ورفع تحدي اندماج ناجح تماما”.

وعبرت ويدراوغو، التي حصلت على الجنسية البوركينابية بكل فخر، وتتحدث بطلاقة باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية مع توفرها على مفاهيم أساسية في اللغة الإسبانية، عن الرغبة في تحقيق الحلم الذي طالما داعب مخيلتها، بفضل دعم زوجها ، والمتمثل في القيام باستثمارات كبيرة في المغرب، البلد الذي يشرف فيه “محتضنها” و”ممولها” في السراء والضراء، الذي أنجبت معه طفلا ثانيا، على بعض المشاريع.

وأضافت بكل ثقة وتصميم أنه “علاوة على الاستثمارات التي أنجزناها، وخاصة في دبي والولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الآسيوية، أتمنى من كل قلبي أن ننجح في الدفع بأعمالنا في بلدي”، مشيرة إلى أن من شأن تسهيل بعض العراقيل الإدارية التي لا تزال قائمة، أن يمكنهم من المضي قدما في هذه المقاولة الإفريقية الصرفة والواعدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى