شؤون محلية

دائرة أنفا…لاعبون جدد وصراع لإثبات الذات

تشتد حرارة التنافس في ثلاثة أيام الأخيرة من عمر الحملة الانتخابية،بين الأربعة الكبار بدائرة انفا التي تضم أكثر من 18 لائحة وطنية و24 لائحة وطنية يتنافسون على حوالي 150 الف صوت بهذه الدائرة الحاضنة لثلاثة مقطاعات هي المعاريف وسيدي بليوط وانفا، ونسيج عمراني وديمغرافي وسكاني متنوع تتعايش في الفيلات والقصور والمنتجعات الفارهة مع براريك القصدير.

ويعرف عبد الصمد حيكر، البرلماني الحاليووكيل لائحة العدالة والتنمية بدائرة انفا، بدهائه أن المعركة لن تكون سهلة هذه المرة أمام منافسين أقوياء وسياق سياسي وطني تشتد فيه الندية بين العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة للفوز بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية لاحتلال الرتبة الأولى وطنيا.

وربما لهذه الغاية، رمى حزب “البام” كل بيضه في سلة سعيد الناصري، رئيس الوداد البيضاوي، الذي تخلى عن مقعده في دائرة زاكورة، قصد تعويض النقص والتذبذب اللذين يشتكي منهما الحزب في هذه الدائرة بالضبط.

ولم يحصل حزب الأصالة والمعاصرة في الانتخابات الجماعية سوى على 4956 صوتا، موزعة على 1084 حصلت عليها لائحة جميلة حنون بوكيلي في مقاطعة أنفا، و1916 حصل عليها عمر الفرخاني بالمعاريف، و1956 صوت حصل عليها أحمد العباسي، شقيق سعد العباسي، أحد مؤسسي الحزب بالبيضاء والكاتب الإقليمي، الذي فازت لائحته بـ3 مقاعد وعضوية في مجلس المدينة.

في حين، وضع،ووضع حيكر وصيفا له المهندس عبد الحق الناجحي، رئيس مقاطعة سيدي بليوط الذي فاز بـ9677 صوتا و17 مقعدا، ويراهن عليه لكسب أكبر عدد من الأصوات خلال الانتخابات المقبلة، بسبب شبكة علاقاته التنظيمية وانفتاحه على فئات أخرى خلال سنة من التدبير الجماعي، كما سيستعين بخدمات محسن بنخلدون في الرتبة الثالثة ولخضر لحمداني، رئيس لجنة المالية والميزانية والبرمجة بمجلس المدينة في الرتبة الرابعة.

ربما لهذا السبب، استدعى الناصري العباسي وصيفا في اللائحة، بعد أن تردد اسم اللاعب الدولي السابق رشيد الداودي، كما يستعين رئيس الوداد بخدمات الشاب مهدي ليمينة، رئيس جمعية التحدي للبيئة الذي وضعه ثالثا، معولا على خبرته الطويلة في المجال الجمعوي وشبكاته الواسعة التي بناها في قطاعات العمل عن قرب من المواطنين وسكان أحياء بعمالة أنفا، خصوصا درب غلف، الذي يضم خزانا مهما من الأصوات.

ومؤكد أن مرور الناصري بدائرة أنفا لن يكون نزهة في وجود منافسين آخرين، يخططون بكل الوسائل للحصول على مقعد من المقاعد الأربعة، على رأسهم محمد شباك، القيادي في التجمع الوطني للأحرار ورئيس مقاطعة أنفا الذي حصل على الرتبة الثانية في الانتخابات الجماعية (2860 صوتا و5 مقاعد) أهلته للتفاوض من موقع قوة للفوز برئاسة المقاطعة.

ويشتغل شباك بصمت منذ سنوات إلى جانب المواطنين بفئاتهم المختلفة والمتنوعة، وأيضا حضوره وإنصاته الدائم لملفاتهم وقضاياهم وانتظاراتهم، وهو أحد أطر الحزب الأكثر التصاقا بالناخبين منذ أن خاض الانتخابات الجماعية أصغر مترشح في المغرب في 1992 وفاز بالمعقد خلال انتخابات 16 أكتوبر وعمره لا يتجاوز 25 سنة وتدرج، منذ ذلك الحين، في عدد من المناصب (نائب أول للرئيس ونائب ثالث ورئيس لجنة) إلى أن وصل إلى رئاسة المقاطعة في 2015 وعمره 48 سنة. ويخوض شباك امتحانا صعبا بهذه الدائرة، أولا من أجل إثبات الذات في أول تجربة له برلمانيا بعد 25 سنة من العمل الجماعي، وثانيا للحفاظ على “مقعد تجمعي خالص” فاز به زميله في الحزب وديع بن عبد الله ثلاث ولايات متتالية، قبل رحيله إلى عالم الديبلوماسية، ما سيجعل من مهمة شباك أقرب إلى طعم التحدي.

في الأخير، هناك ياسمينة بادو، الكاتبة العامة الجهوية لحزب الاستقلال والوزيرة السابقة في الصحة، التي تعد من النساء القليلات التي تشمر على سواعدها وتفوز بمعقد برلماني في لائحة محلية، عوض وضع رجل على رجل وانتظار ما ستجود به اللائحة الوطنية.

لأول مرة تخوض فيها بادو الانتخابات بقليل من الاطمئنان، بسبب معطيين مترابطين: أولا مغادرتها رئاسة مقاطعة أنفا بعد حصولها على الرتبة الثالثة وراء “بيجيدي” والتجمع بـ2387 صوتا، وبالتالي قطع الصلة مع “الآفاق” التي كان يفتحها هذا الامتياز في الانتخابات البرلمانية، والثاني خروج بادو من الحكومة منذ 2012، ومغادرتها الوزارة ببعد اجتماعي كانت تستفيد منها معنويا لدعم حظوظها في الفوز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى