جهة الدار البيضاء – سطات تكرس ريادتها الرياضية وطنيا وأبطالها يخلقون الحدث قاريا وعالميا

كرست جهة الدار البيضاء – سطات ، خلال سنة 2019 ريادتها الرياضية وطنيا، وحققت أنديتها علاوة على أبطالها إنجازات ملفتة عربيا وافريقيا وعالميا، مكنتها من الولوج إلى منصات التتويج عن جدارة واستحقاق ،لعل أبرزها إحراز فريق الرجاء البيضاوي لقب كأس السوبر الافريقي ،وفوز الملاكمة خديجة المرضي، بأول ميدالية في تاريخ الملاكمة النسوية المغربية خلال بطولة العالم، التي أقيمت في أكتوبر الماضي بأولان أودي الروسية .
فعلى صعيد الرياضات الجماعية ،يعد تتويج فريق الرجاء الرياضي البيضاوي بلقب كأس السوبر الافريقي 2019 لكرة القدم ،بعد فوزه على نظيره الترجي الرياضي التونسي بنتيجة 2-1 في المواجهة التي جمعت بينهما في مارس الماضي بالعاصمة القطرية الدوحة ، أبرز إنجاز لكرة القدم المغربية خلال السنة التي نودعها .
ويبصم فريق القلعة الخضراء مدعوما بقاعدة جماهيرة كبيرة،على حضور جيد على الواجهتين العربية والافريقية، حيث يمني الفريق النفس بالتتويج بكأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال ،خاصة بعد إخراجه لغريمه التقليدي الوداد الرياضي من دور الثمن في مباراة بقيت عالقة في الادهان، ويطمح كذلك للتوقيع على حضور جيد في عصبة الأبطال الإفريقية .
وإلى جانب الرجاء، يواصل الوداد الرياضي البيضاوي، بطل إفريقيا في نسخة 2017 ،ووصيف البطل لنسخة 2018، رحلته الإفريقية وهو عاقد العزم على تحقيق مسار موفق ينسي جماهيره مراراة الإقصاء من كأس محمد السادس للاندية العربية الابطال ، سيما وانه راكم من التجارب ما يسمح له بأن يخرج مظفرا باللقب الافريقي.
والحديث عن قطبي كرة القدم المغربية الرجاء والوداد ، يحيل المتتبع الرياضي خلال سنة 2019 لاستحضار مواجهتيهما التاريخيتين في اطار الديربي العربي الذي جمع بينهما ذهابا و ايابا يومي 2 و 23 نونبر الماضي برسم ثمن نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال، و حسمه الفريق الاخضر لصالحه ،في مباراة غير عادية ،حبست أنفاس المشاهدين في الوطن العربي من المحيط الى الخليج ، ليفرض هذا الكلاسيكو البيضاوي نفسه كأقوى دربي على الصعيد العربي و الافريقي ،و يعطي إشعاعا عالميا لكرة القدم المغربية.
ويجمع المتتبعون أن هذا التنافس الشريف المنقطع النظير عربيا و افريقيا بين جماهير القلعتين الخضراء و الحمراء اضفى قيمة استثنائية على الدريبي البيضاوي في حلته العربية ،ذلك ان أجواءه الحماسية و الدافئة عكست بما لا يدع مجالا للشك أن جماهير الفريقين كانت و لاتزال و ستبقى علامة مسجلة على الصعيد العالمي ،وهو ما عملت مجموعة قنوات ابو ظبي الرياضية على رصده من خلال تغطية استثنائية عكست كل هذه القيمة وكل هذا التميز ، الذي يجعل من المملكة المغربية بالفعل بلدا استثنائيا .
الحضور المميز لأندية جهة الدار البيضاء –سطات في المشهد الرياضي الوطني ،تكرس خلال السنة التي نودعها كذلك من خلال التتويج التاريخي لفريق الاتحاد البيضاوي ( الطاس ) ، المتنمي لأندية القسم الثاني ،بكأس العرش (2018-2019) على حساب فريق حسنية أكادير ، محققا بذلك مفاجئة من العيار الثقيل .
هذا الانجاز، الذي سيبقى عالقا في اذهان مناصري الفريق ، فجر فرحة عارمة في شوارع و دروب الحي المحمدي المعقل التاريخي لفريق (الطاس) ، إذ بمجرد إطلاق حكم اللقاء صافرته معلنا نهاية هذا النزال الكروي، حتى انطلقت احتفالات عفوية في مناطق متفرقة من هذا الحي ، كتعبير عن الفرحة بهذا الإنجاز غير المسبوق لفريق ( الطاس).
من جهة أخرى، عززت جهة الدار البيضاء- سطات حضورها على مستوى البطولة الإحترافية لكرة القدم، بعد حجز فريق نهضة الزمامرة مكانه ضمن أندية الصفوة ،لأول مرة منذ تأسيسه سنة 1977 ، إذ بفضل هذا الإنجاز بات الفريق الثاني لمنطقة دكالة ، خامس فريق عن جهة الدارالبيضاء -سطات في القسم الأول، الى جوار كل من الرجاء والوداد الرياضيين، والدفاع الحسني الجديدي و يوسفية برشيد .
على صعيد الرياضات الفردية، كان لجهة الدارالبيضاء – سطات نصيب كبير من التتويج أيضا بنكهة قارية من خلال احزر ابطالها وبطلاتها ،في اكثر من نوع رياضي، على ميداليات ذهبية وفضية و نحاسية بمناسبة احتضان المغرب للدورة ال12 للألعاب الإفريقية ، في الفترة من 19 إلى 31 غشت الماضي .
لكن ، الانجاز الرياضي غير المسبوق، يبقى ذلك الذي حقتته الملاكمة خديجة المرضي ، المنحدرة من مدينة الدار البيضاء، في اكتوبر الماضي، بفوزها في وزن 75 كلغ بأول ميدالية للملاكمة النسوية المغربية تاريخيا في بطولة العالم، والتي أقيمت بأولان أودي الروسية. وتعد خديجة المرضي ، البطلة العربية والإفريقية الوحيدة على مدار التاريخ، التي فازت بإحدى الميداليات في بطولة العالم للملاكمة النسوية، علما أنها خسرت مباراة نصف النهائي لوزن أقل من 75 كجم، أمام الويلزية لورين برايس، المصنفة ثانية في البطولة، والحائزة من قبل على الميدالية البرونزية في بطولة العالم السابقة بالهند، والميدالية الذهبية في الألعاب الأوربية، وكذا على الميدالية الذهبية في ألعاب الكومنويلث.
وبعد عودتها إلى المنافسة لأسباب صحية ، تمكنت الملاكمة خديجة المرضي، من الفوز بذهبية الألعاب الإفريقية الأخيرة بالرباط، قبل أن تتوج مسارها بميدالية تاريخية في بطولة العالم، على أمل أن تدرك الإنجاز نفسه أو أفضل خلال الألعاب الأولمبية المقبلة بالعاصمة اليابانية طوكيو.
وفي نفس الرياضية ، يواصل الملاكم المغربي محمد الربيعي، المنحدر من الحي المحمدي بالدار البيضاء، البصم على مسار رائع في الملاكمة الاحترافية ، اذ تمكن ،منتصف نونبر الماضي ، من تحقيق فوزه العاشر على التوالي في مسيرته الاحترافية، وذلك إثر تفوقه على منافسه المكسيكي خيسوس غيرولو، في المباراة التي جمعت بينهما بمدينة هال الألمانية.
ويعتبر هذا الفوز العاشر على التوالي للملاكم المغربي، منذ أن دخل عالم الملاكمة الاحترافية سنة 2017، وحافظ بالتالي على سجله خاليا من الهزائم.