عامل سطات: بات لزاما أن ندمج الباعة الجائلين في منظومة إقتصادية مهيكلة
حقبة جديدة، سيشهدها إقليم سطاتبخلق ” فضاءات تجارة القرب “، مبادرة تستحق التنويه، لأنها عملت على الحد من الفوضى التي أرقتالمسؤولين والسكان ، وأرقت حتى الباعة أنفسهم. لكن الإرهاصات الأولى لتفعيل مشروع احداث وتسيير فضاءات تجارة القرب بخمسة جماعات كمرحلة اولى ، تبشر ببداية ناجحة للمشروع بعد التجاوب الكبير معه من طرف رؤساء الجماعات الترابية والمجتمع المدني.

في هذا السياق، و لوضع حدا لفوضى “الفراشة” والقضاء على ظاهرة الباعة المتجولين ، وقعت عمالة اقليم سطات تحت الإشراف المباشر للسيد لهبيل الخطيب عامل الإقليم، بتنسيق مع اللجنة الاقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، والجماعات الترابية لكل من بن احمد، والبروج، وأولاد أمراح ولولاد، ومدينة سطات، والجمعيات التي ستتولى تدبير مكونات البرنامج، إتفاقيات يروم إحداث وتسيير فضاء تجارة القرب بكل الجماعات السالفة الذكر. وتروم هذه الاتفاقية إلى تحديد شروط وكيفيات إحداث وتدبير انشطة وفضاءات تجارة القرب لفائدة الباعة المتجولين والمتنقلين وتجارة الازقة.

عامل إقليم سطات، وفي كلمة له بمناسبة ترأسه حفل توقيع هذه الإتفاقيات، اوضح أن التجارة المتجولة أضحت واقعا ملموسا في الفضاءات الحضرية، ولم تعد موسمية أو ظرفية. و تعرف إنتشار متزايد يشوه المشهد الحضري . كما يعتبر منافسا غير شريفا للتجارة المنظمة.
وللحد من آثار هذه الظاهرة السلبية من جهة، وللحفاظ على كرامة هؤلاء التجار من جهة أخرى، كان لزاما علينا يقول السيد لهبيل الخطيب، أن ندمجهم في منظومة إقتصادية مهيكلة ، حيث يضيف عامل الاقليم أن وزارة الداخلية وضعت في هذا الباب برنامجا خاصا للباعة المتجولين شمل في البداية مجموعة من المدن والمراكز الحضرية.
نفس المتحدث، أبرز أن هذه المبادرة تأتي كحل لمحاربة ظاهرة احتلال الملك العمومي من طرف “الفراشة”، حيث قطع تفعيل هذا البرنامج أشواطا عديدة منها : إحصاء الباعة الجائلين البالغ عددهم 1471 بائعا . مع تحديد الأنشطة المزاولة وتصنيف التجار المحصيين إلى 3 فئات: التجار الدائمون الذين سيزاولن أنشطتهم داخل فضاءات قارة مهيأة ومغطاة. وتجار الأزقة، هذه الاخيرة ستبقى بالأماكن التي تمارس فيها أنشطتها مع تزويدهم بعربات ثابتة. ثم التجار المتنقلون ، وهم فئة التنقل كبائعي السمك وستقتنى لهم دراجات نارية ذات ثلاث عجلات.

ويعول عامل الاقليم على الجمعيات المبادرة لهذه الفضاءات في المضي قدما بهذا المشروع على اعتبارها شريكا أساسيا للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجماعات الترابية.
وقال بعض الفراشة في تصريح للجريدة، بأنهم مرتاحون نفسيا لهذه المبادرة الطيبة، لأنها تحفظ كرامة البائعين كمواطنين فضلا عن كونها ستضع حدا لمعاناتهم من المطاردات اليومية .
يشار، أن اللجنة الاقليمية للمبادرة الوطنية، حددت أثمان رمزية لاستفادة البائعين من هذه الفضاءات، والتي تتفاوت بين كل جماعة اعتبارا للوضع الاجتماعي لها، فمدينة سطات حدد لها 500درهما لكل مستفيد، فيما مدينة البروج 350 درهما، وبن احمد 300درهما، اما أولاد مراح 150درهما، و جماعة الاولاد 100درهما.
زر الذهاب إلى الأعلى