بلخياط: كان حلمي شراء حذاء أديداس ب550 درهم!!!

كان محط انتقادات عديدة، ولم يهدأ الجدل حوله حتى بعد مغادرته لمنصبه كوزير للشبيبة والرياضة، في حكومة عباس الفاسي.. هو رجل أعمال اختار دخول معمعة السياسة و”برع” في لفت الانتباه إليه، خصوصا في الانتخابات الجماعية الأخيرة التي صار فيها “خوكم منصف”.
ولد بلخياط سنة 1970 لأسرة ميسورة في مدينة الرباط، والده كان محاميا معروفا، وعمه كان وزيرا في سبعينيات القرن الماضي.. أول احتكاك له بالعمل كان في مكتب والده، حيث كان يشتغل لمدة شهر في السنة انطلاقا من سن 14، خلال العطلة الصيفية، ويقوم بمهام صغيرة كاستقبال الزبناء وترتيب الملفات :”أفضل ذكرى لدي من هذا العمل هو أنه بعد شهر من العمل الشاق، كان راتبي هو 400 درهم، بعد الحصول عليها قصدت القيسارية لاقتناء حذاء رياضي من نوع أديداس كان رائجا ساعتها.. لأفاجأ بأن الحذاء ثمنه 550 درهم.. ذلك اليوم عرفت قيمة العمل والمال جيدا، وضرورة إعطاء قيمة أكبر للعمل، فبعد شهر كامل من العمل لم يكفني مدخولي لاقتناء حذاء رياضي”.
تابع الوزير السابق مساره التعليمي الأساسي بمدينة الرباط، حيث نال شهادة الباكالوريا سنة 1988 شعبة علوم تجريبية، والتحق بالمعهد العالي لإدارة وتسيير المقاولات بالدار البيضاء.
يروي :”منذ صغري وأنا أخطط لأن أكون رجل أعمال ناجح”، يقول بلخياط، الذي كان يرى في جده لأمه المثال الأعلى لأنه كان رجل أعمال “ناجح”، الأمر الذي دفعه إلى اختيار إدارة الأعمال في مساره الجامعي.
دخول القيادي في “التجمع الوطني للأحرار”، لغمار السياسية، كان كذلك اقتداء بفرد من أفراد عائلته، هو عمه الوزير :”بحكم المناصب التي تولاها عمي كنت في احتكاك مع عدد من الشخصيات الفاعلة في المجال السياسي في البلاد، الأمر الذي جعلني أنفتح على مجموعة من القضايا في سن مبكرة”.
تخرج بلخياط سنة 1992، حيث نال ديبلومه بعد أن دخل سوق الشغل قبل سنة، حيث شرع في العمل سنة 1991 في شركة أمريكية في فترة تدريب مؤدى عنه في بداية الأمر، براتب 6500 درهم شهريا، إلى أن تخرج من المعهد ووظفته رسميا في صفوفها براتب 13 ألف و500 درهم.
مشوار الوزير السابق مع الشركة الأمريكية، امتد لتسع سنوات، حيث كان مقيما خلال أربع منها في مدينة جدة السعودية، كمسؤول عن مبيعات المنطقة الغربية للشركة، ثم مسؤولا عن تنمية مبيعات الشركة في إفريقيا والشرق الأوسط.
بعد تجربته هذه ، عاد بلخياط إلى المغرب للاشتغال مع شركة “ميديتيل”، كمدير عام للعمليات التجارية للمؤسسة سنة 2000، وبقي في منصبه هذا قرابة ثمان سنوات، ليدخل بعد ذلك في مشروع بمعية عثمان بنجلون، تم تأسيس عدة شركات في إطاره، من ضمنها مشروع “حنوتي”.
شهر يوليوز من سنة 2009 تم تعيين بلخياط وزيرا للشبيبة والرياضة :”عينت في تعديل حكومي، يعني أنني لم يكن أمامي وقت كبير لتنفيذ كل ما كنت أرغب به..”.
الوزير السابق يصف حصيلته بالإيجابية، ويقول إن “عددا كبيرا من موظفي الوزارة يعتبرون الفترة التي قضاها بلخياط الأفضل في السنوات الأخيرة”، معتبرا أن الانتقادات التي وجهت إليه “كانت من أشخاص زعزعت لهم الفوائد التي كانوا يجنونها من وراء الوزارة”.
بعد الخروج من الوزارة، قضى بلخياط، فترة من التركيز على أعماله قبل أن يترشح للانتخابات الجماعية السنة الماضية، حيث ظفر بمقاعد بكل من مجلس مدينة الدار البيضاء ومجلس الجهة، والتي يؤكد أن عمله فيها يأتي مع التركيز أكثر على إدارة أعماله :”فاليوم عملي السياسي هو عمل تطوعي، وليس عملا يمكن أن يوفر لي موردا للعيش”، يقول المتحدث.
وأكد بلخياط، أنه لن يترشح للانتخابات التشريعية المقبلة :”أنا أشتغل من منطلق أن المسؤول السياسي يجب أن يركز على شيء محدد وينفذه بطريقة جيدة، لذلك قدمت استقالتي من التسيير الجماعي، واكتفيت بالمشاركة في تدبير الجهة بطريقة ناجعة، فإذا ترشحت للبرلمان لا أضمن أن أكون ناجعا في المهمتين”، يقول المتحدث.