مجتمع

أزمة الأمطار في الدار البيضاء تكشف عيوب البنية التحتية ومعاناة السكان

 كشفت التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها مدينة الدار البيضاء، عن عيوب خطيرة في البنية التحتية للمدينة التي تستعد لاحتضان فعاليات المونديال. فقد تسببت قنوات الصرف الصحي المهترئة والمختنقة، سواء في الأحياء الحديثة أو تلك التي تعود إلى مطلع الأربعينات من القرن الماضي، في غمر العديد من البنايات والمحلات التجارية بالمياه العادمة، مما أجبر القاطنين على التدخل الشخصي لإنقاذ ممتلكاتهم.

غمر البنايات والمرافق العامة

المياه الملوثة اجتاحت مرائب العديد من الإقامات وعطلت المضخات والمصاعد، كما حدث في زنقة الزهور بمنطقة مرس السلطان، حيث تضررت إحدى الإقامات بشدة منذ الساعات الأولى لصباح يوم السبت. كما أدى هذا الوضع إلى حرمان المصلين في المسجد المتواجد بنفس الزقاق من استعمال المرافق الصحية والوضوء بسبب إغلاقها. وأمام تجاهل السلطات المحلية لشكايات السكان، قرروا رفع عريضة إلى والي الجهة ورئيسة جماعة الدار البيضاء.

نداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي

في منطقة المعاريف، لجأ المواطنون إلى مواقع التواصل الاجتماعي، مثل «فيسبوك»، للتعبير عن معاناتهم المتكررة مع مياه الصرف الصحي التي تغمر مرائبهم كلما هطلت الأمطار، وهو نفس السيناريو الذي شهده حي كوبا بسيدي بليوط،أما السالمية 2 والرحمة وعين الشق وبوسكورة ودار بوعزة، فقد كانت المشاهد أكثر بشاعة بسبب حجم المياه العادمة التي اجتاحت الأحياء والمرافق التجارية والخدماتية.

أسئلة حول التسيير وضعف التدخل

تساءل المواطنون عن السبب في استمرار هذه الأزمة كلما هطلت الأمطار، في حين يرى البعض أن المشكلة تكمن في غياب بنية تحتية ملائمة وتهاون السلطات في التدخل بشكل عاجل ومناسب. ويعتقد المنتقدون أن معالجة هذا الوضع تتطلب جهودًا ميدانية كبيرة واهتمامًا جديًا بشكايات المواطنين، مؤكدين أن قوة الطبيعة قد تكون أكبر في بعض الأحيان، لكن هذا لا يعفي من ضرورة الاستعداد المسبق والتحسين المستمر للبنية التحتية.

عجز تواصلي واضح

أزمة الأمطار الأخيرة كشفت أيضًا عن ضعف التواصل لدى عدد من المسؤولين على تدبير الشأن المحلي، سواء على مستوى الجماعة الحضرية  أو على مستوى رؤساء المقاطعات وممثلي الإدارة الترابية. وبينما بادر أحد رؤساء المقاطعات بإعلان رقم هاتف لتلقي شكايات المواطنين، أغلق آخرون هواتفهم وتجاهلوا المشاكل .

دعوة للتدخل الفوري

في ظل هذا الوضع، طالب المواطنون والي جهة الدار البيضاء سطات بالتدخل العاجل وحث الجهات المعنية على رصد الأضرار والعمل على تقليص حدتها. كما أشاروا إلى أن الدار البيضاء، ورغم التغييرات الإيجابية التي تشهدها على مستوى البنايات والمنشآت فوق الأرض، إلا أنها تعاني في باطنها بشكل كبير، مما يجعلها تلفظ ما بأحشائها كلما تساقطت الأمطار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى