المخرج محجوب أوزال: مهرجان الرقص التعبيري الدولي دعم للحوار الثقافي بين أطفال العالم

في إطار سعيه المستمر لتعزيز الفن والإبداع في المجتمع، يشرف المخرج والكوريغراف المبدع محجوب أوزال على تنظيم مهرجانً فنيًا مميزًا بعنوان “مهرجان الطفل الدولي للرقص التعبيري”، الذي سيُعقد في الدار البيضاء خلال الفترة من 1 إلى 6 ديسمبر 2025. المهرجان الذي تنظمه جمعية الفضاء التواصلي بالتعاون مع شركة Pro Animation MJK، يأتي في وقت حاسم يحتاج فيه العالم إلى المزيد من التفاهم الثقافي والتواصل الفعّال بين شعوبه، ويهدف إلى تقديم منصة للأطفال المبدعين للتعبير عن أنفسهم من خلال الرقص والفنون التعبيرية.وللوقوف عن قرب على مميزات هذا المهرجان الدولي الذي ستحتضنه بلادنا والأهداف المتوخاة منه، أجرينا حوارا مع المخرج والكوريغراف الفنان محجوب أوزال، والمشرف العام على هذا المهرجان، وفي ما يلي نص الحوار.
س: كيف بدأت مسيرتك في مجال الرقص التعبيري، قبل أن تصبج اليوم مخرجا وكوريغرافيا؟
ج: بدأت مسيرتي الفنية منذ سنوات طويلة، حيث كنت مهتماً بالفنون الأدائية بشكل عام، وخاصة الرقص. تعلمت العديد من الأساليب المختلفة في الرقص، لكن مع مرور الوقت، شعرت بأنني أريد أن أبتكر شيئًا خاصًا بي يجمع بين التعبير الحركي والفني. لذا توجهت نحو الرقص التعبيري، وهو نوع من الرقص الذي يعتمد بشكل رئيسي على نقل المشاعر والأفكار عبر الجسد. وقد كان ذلك خطوة هامة بالنسبة لي لتطوير أسلوب فني مميز.
س: حدثنا عن مهرجان الطفل الدولي للرقص التعبيري الذي ستنظمه في ديسمبر 2025. ما هي الفكرة الرئيسية التي يسعى المهرجان لتحقيقها؟
ج: مهرجان الطفل الدولي للرقص التعبيري هو حدث مميز يهدف إلى تعزيز قيم الحوار والتسامح بين الأطفال من مختلف الثقافات، من خلال وسيلة فنية رائعة وهي الرقص التعبيري. الفكرة الأساسية للمهرجان هي أن نمنح الأطفال من جميع أنحاء العالم فرصة للتعبير عن أنفسهم عبر الرقص. نحن نعتقد أن الرقص ليس مجرد حركات، بل هو وسيلة للتواصل العاطفي والفكري، كما أنه يعزز مفهوم التعددية الثقافية. المهرجان سيكون بمثابة منصة للأطفال لعرض مواهبهم، والتفاعل مع بعضهم البعض، وتعلم كيفية التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم من خلال الفن.
س: ما الذي يميز هذا المهرجان عن غيره من الفعاليات الفنية التي تستهدف الأطفال؟
ج: ما يميز مهرجان الطفل الدولي للرقص التعبيري هو تركيزه على الحوار الثقافي والتفاعل بين الأطفال من مختلف الدول. كما أننا سنقدم مزيجًا من العروض الفنية وورشات العمل التي تتيح للأطفال ليس فقط مشاهدة الأداء، بل أيضًا المشاركة الفعالة في ورشات التدريب وتعلم تقنيات الرقص التعبيري. التركيز هنا ليس فقط على الأداء الفني، بل أيضًا على التعبير الذاتي للأطفال باستخدام الرقص كوسيلة لنقل مشاعرهم وأفكارهم. المهرجان سيشمل جلسات حوارية للأطفال حول أهمية التسامح والاحترام المتبادل، وهو ما يعزز من رؤية ثقافية شاملة.
س: المهرجان سيشهد مشاركة دولية لفرق أطفال من مختلف أنحاء العالم. كيف سيتم تعزيز هذا التبادل الثقافي بين الأطفال؟
ج: المشاركة الدولية هي أحد المحاور الرئيسية في هذا المهرجان. سيكون لدينا فرق من دول متعددة تعرض تجاربها الثقافية والفنية من خلال الرقص التعبيري. هذا التبادل الثقافي سيسهم في بناء جسر من التواصل والتفاهم بين الأطفال من ثقافات وخلفيات مختلفة. من خلال هذه المشاركة، سيتعلم الأطفال أن الفن لغة عالمية يمكنها تجاوز الحدود الثقافية والجغرافية. سيكون لديهم الفرصة للاحتكاك بأنماط مختلفة من الرقص التعبيري وتعلم طرق جديدة للتعبير عن أنفسهم.
س: هناك أيضاً ورشات عمل تدريبية مخصصة للأطفال خلال المهرجان. كيف ستساهم هذه الورشات في تطوير مهارات الأطفال في الرقص التعبيري؟
ج: الورشات التدريبية هي جزء أساسي من المهرجان، حيث سيتم تعليم الأطفال تقنيات الرقص التعبيري وتوجيههم لاستخدام الرقص كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم. سيتم تخصيص الورشات للمستويات المختلفة للأطفال، سواء كانوا مبتدئين أو أكثر تقدمًا، مما يسمح لهم بتعلم تقنيات متنوعة ومتطورة. الورشات لا تقتصر فقط على تعلم الحركات، بل تركز أيضًا على التفاعل مع الجمهور، وفهم كيفية توصيل الرسائل العاطفية من خلال الجسد. كما أنها تتيح للأطفال فرصة لاستكشاف أنفسهم فنياً في بيئة تعليمية مشجعة.
س: المهرجان سيشهد أيضًا تكريمات للأطفال المبدعين. كيف ستتم عملية الاختيار وما هي المعايير التي ستعتمد عليها؟
ج: الجوائز والتكريمات في المهرجان تهدف إلى تشجيع الإبداع والابتكار في مجال الرقص التعبيري. سيتم تقييم الأداء بناءً على عدة معايير مثل الإبداع الفني في الأداء، والتقنيات المتبعة، والقدرة على التعبير عن مشاعر عبر الحركة. كما نركز على القدرة على التأثير في الجمهور وعلى التفاعل الجماعي بين الأطفال. نحن لا نكتفي بتكريم الأطفال الذين يمتلكون مهارات فنية متقدمة، بل نبحث أيضًا عن الأطفال الذين يظهرون شغفًا حقيقيًا بالرقص ورغبة في التعبير عن أنفسهم بطريقة مبتكرة.
س: في ختام المهرجان، ما هي الرسالة التي ترغب في توجيهها للأطفال المشاركين والجمهور بشكل عام؟
ج: رسالتي هي أن الفن هو أداة قوية للتواصل بين الناس، وأنه ليس هناك حدود للتعبير الإبداعي. من خلال هذا المهرجان، نريد أن يظهر الأطفال أن بإمكانهم التواصل مع العالم من خلال الرقص، وأن الفن يمكن أن يكون وسيلة لتطوير الذات وتعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل. نريد أن يخرج الأطفال من هذا المهرجان وهم يشعرون بأنهم جزء من مجتمع فني عالمي، وأنهم قادرون على التعبير عن أنفسهم بحرية وبإبداع، مهما كانت خلفياتهم الثقافية.
س: شكراً جزيلاً لك أستاذ محجوب على هذه الإجابات القيمة. نتمنى أن يكون مهرجان الطفل الدولي للرقص التعبيري حدثًا يحقق النجاح ويحدث فرقًا في حياة الأطفال المشاركين.
ج: شكراً لكم. نحن متحمسون لهذا المهرجان ونتطلع إلى رؤيته يحقق أهدافه في تعزيز التنوع الثقافي وتطوير المواهب الفنية للأطفال.