إنتاج الحليب بجهة البيضاء سطات..قطاع واعد يقاوم التحديات

تتوفر جهة الدار البيضاء سطات على أهم شروط إنتاج مادة الحليب، و التي تعتبر من بين العوامل المساهمة في تنمية الجهة، حيث تضم الجهة مساحة تقدر بـ 1.3 مليون هكتار من الأراضي الخصبة، أي ما يمثل 62 في المائة من المساحة الإجمالية للجهة ككل.
و ساهمت عدة عوامل في تطوير الإنتاج داخل تراب جهة الدار البيضاء سطات، التي تساهم ب 24 في المائة من الإنتاج الوطني، عرف القطاع تطورا ملحوظا، إذ ارتفعت كمية الحليب منذ انطلاق مخطط المغرب الأخضر سنة 2008، ب 47 في المائة.
ومن أهم العوامل، التي أدت إلى تقدم القطاع المنتج للحليب، وجود قطيع مهم ووحدات تحويل قريبة ( أربع وحدات)، ثم توفر الجهة على شركات لاستيراد الأبقار الحوامل ومدارات كثيرة للتلقيح الاصطناعي، ووجود تجمعات مهنية ذات تجربة وحرفية في الميدان.
ومن العوامل المهمة التي جعلت الجهة رائدة في إنتاج الحليب، منها الدعم المادي للفلاحين، وتوفر مياه السقي وتوفر المنطقة على قطيع مهم من الأبقار الحلوب المستوردة، ووجود مدار سقوي مهم يوفر الكلأ والأعلاف، إضافة إلى وجود متخصصين في التلقيح الاصطناعي.
إن الجهة معروفة على الصعيد الوطني بإنتاجها لمادة الحليب وأن منطقة دكالة وحدها (الجديدة وسيدي بنور) تساهم بكمية مهمة من مادة الحليب، تقدر في 58 في المائة على صعيد الجهة، و18 في المائة على الصعيد الوطني بما يناهز 400 مليون لترا سنويا.
رغم أن الجهة عرفت تراجعت في الإنتاج بنسبة كبيرة لعدة أسباب منها توالي سنوات الجفاف الذي ضرب الجهة خاصة والمغرب عامة خلال السنوات الخمس الماضية، إضافة إلى ارتفاع كلفة الإنتاج من أعلاف وكلأ وتبن وغيره.
وتنهج مديرية الفلاحة بالجهة وكافة المسؤولين على القطاع، مجموعة من السياسات من أجل الحفاظ على إنتاج هذه المادة الحيوية، وم بين هذه الإجراءات توسيع مجال دعم الأعلاف المركبة ووضع الكمية اللازمة منها رهن إشارة المنتجين، والاستمرار في ذلك مدة لا تقل عن ستة أشهر، والرفع من قيمة الدعم المخصص للعجلات المستوردة، والتسريع بإخراج مشروع تحلية مياه البحر، ودعم الغاز الموجه للاستعمال الفلاحي ودعم مشروع التزود بالطاقة الشمسية.
وحسب الأرقام الصادرة عن المديرية الجهوية للفلاحة، فإن كمية الحليب المصنعة وصلت إلى 257 مليون لتر أي 68 % من الكمية المنتجة عبر أربعة معامل.
ويصل عدد المنتجين إلى 24.214 منتجا منضوين تحت لواء 320 تعاونية لإنتاج الحليب، كما يوجد 515 مركز تجميع خاص. وتوجد 16 جمعية لتربية الأبقار تابعة للجمعية الجهوية لتربية الأبقار بتراب سيدي بنور، تسهر عليها لجنة تقنية جهوية للحليب تتابع وتراقب وتواكب عملية الإنتاج والتسويق وتساهم في تطوير قطاع إنتاج الحليب. ويوفر القطاع 3.4 مليون يوم عمل في السنة.