مجتمع

المهاجرون الأفارقة في المغرب.. أرض استقبال واندماج

أصبح المغرب في السنوات الأخيرة وجهة مفضلة للمهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء ودول غرب إفريقيا، بالنظر لتقارب الأنماط الثقافية والعامل الجغرافي واستشعار الشعوب الإفريقية، ولاسيما الشباب منهم، للاهتمام الاستراتيجي الذي توليه المملكة للقارة، لا سيما في مجال الهجرة.

ويجسد المغرب هذا الاهتمام بالعمق الإفريقي من خلال سياسة للهجرة إنسانية وشاملة وعملية، أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي مكنت من توفير الإطار القانوني والمؤسساتي الكفيل بتمتيع المهاجرين واللاجئين بحقوقهم الأساسية.

فما يعزز جاذبية الوجهة المغربية كوجهة للاستقرار وليس للعبور فقط، هو ارتكاز جهود المملكة المغربية على الرهان الإنساني في تدبير شؤون الهجرة، من خلال احترام مبادئ حقوق الإنسان ومحاربة الميز، ورهان الاندماج عبر تسهيل الولوج إلى النظام الصحي ومنظومة التربية والتكوين والتعليم العالي والسكن والتشغيل، فضلا عن الرهانات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، التي ترى في الهجرة فرصة للتنمية لا عائقا لها.

ونرى اليوم في مختلف مدن المملكة نماذج لشباب أفارقة قدموا إلى المغرب قصد الاستقرار بحثا عن حياة أفضل لهم ولأسرهم، وآخرون جاؤوا بغرض الدراسة فقط أو بنية العبور إلى الضفة الشمالية للمتوسط، لكنهم فضلوا البقاء بالمغرب بعدما وقفوا على الفرص التي يوفرها للمهاجرين سواء على مستوى الحماية القانونية والحقوقية أو على مستوى تيسير عملية اندماجهم الاقتصادي والاجتماعي.

وإذا كان لمقولة “إفريقيا هي المستقبل” معنى، فإنه لا يمكن تصور هذا المستقبل دون الأدوار الكبرى التي يضطلع بها المغرب اليوم ومنذ سنوات، باعتباره رائدا في التعاون جنوب-جنوب، في دعم التنمية القارية وإدارة قضايا الهجرة من منطلقات حقوق الإنسان بعيدا عن نظارات العنصرية والتعصب والتطرف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى