غير مصنف

حفل توقيع كتاب يؤصل لإخفاق التحديث الحضري بالمغرب

من المنتظر، يوم غد الجمعة 9 يونيو 2023، أن ينظم حفل توقيع كتاب “أصول إخفاق التحديث الحضري بالمغرب ما قبل الحماية” ” لمؤلفه سعيد أكدال، بالجناح C رواق C30 بالمعرض الدولي للكتاب بالعاصمة الرباط المقام بفضاءات السويسي.

كتاب “أصول إخفاق التحديث الحضري بالمغرب ما قبل الحماية” للكاتب سعيد أكدال، جاء من أجل المساهمة في إعادة قراءة لتاريخ المدينة المغربية جاء هذا الكتاب ليتساءل عن أسباب الانحطاط الحضري بين القرنين 14م و 19م. حيث يقف بالشرح والتحليل عند دور الدولة كمؤسسة في ازدهار المدن وتعثرها. ويبحث في مختلف الاستراتيجيات التي تبنتها الدول المتعاقبة على حكم المغرب وكيف تعاملت مع العمران الحضري. ويطرح للنقاش أسباب الانحطاط. ويرى كيف يمكن تصديق القول بأن خلل العمران الحضري هو من خلل الدولة. وفي المنحى نفسه يتساءل هل كانت هناك نهضة عمرانية بالمغرب قبل الحماية؟ و يبحث في حقيقة فشل المشروع النهضوي المغربي ، أو بالأحرى حقيقة إفشال التجارب الإصلاحية المغربية، خصوصا وأن موضوع الإصلاح بمغرب ما قبل الحماية ما زال في حاجة إلى وضعه من جديد فوق طاولة النقاش وإعادة التساؤلات وذلك بناء على التحولات الفكرية التي عرفها المغرب بعد الاستقلال. تحولات أعاد المفكرون المغاربة على ضوئها قراءة الكثير من القضايا المرتبطة بالمجال المغربي وبالمجتمع.

إن قراءات تاريخ المدينة المغربية لما قبل الحماية هي قراءات تتم انطلاقا من فكر منبثق عن الحاضر، غير أن هذا الحاضر كما يقول الأستاذ محمد عابد الجابري ليس حاضرنا نحن، بل حاضر الغرب الأوروبي الذي يفرض نفسه كذات للعصر كله، للإنسانية جمعاء (محمد عابد الجابري، 1993، صفحة 14). ومن ثمة فإن هذه القراءات لا يمكن إلا أن تكون أوروباوية النزعة، أي أنها تتعامل مع موضوع الحدث الحضري في الماضي من منظومة مرجعية أوروبية، وهذا ما يجعل الباحث لا يرى إلا ما يراه الأوروبي.

وإن إعادة القراءة هذه تمكن من التصدى لتلك الأطروحات الغربية التي تحاول ترسيخ فكر يحاول أ      ن يثبت دعائم تصورات ومفاهيم من شأنها بناء تاريخنا كما يرغب فيه الغرب لا كما نريد نحن. فالكتابات الغربية منذ القرنين 18م و19م وبداية القرن العشرين حاولت أن تصنع صورا نمطية عن المجال المغربي وعن المجتمع. وقد استطاعت أن تروج طيلة هذه المدة لما من شأنه أن يجعلنا على الدوام تراثا ماضيا لا سبيل إلى إعادة بنائه من جديد. إنهم بذلك يريدون الاستمرار في بسط هيمنتهم على فكرنا الحاضر والمستقبل بعد أن نجحوا إلى حد ما في تحريف صورة ماضينا. وإننا مطالبون اليوم بتحرير فكرنا الحاضر والمستقبل من ثقل التأثير الغربي حتى نستطيع إعادة بناء صور ماضينا بناء صحيحا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى