مجتمع
يهم شركة البيضاء للتراث…متحف مهجور يضم حوالي 10 آلاف تحفة أثرية يملكه هذا الرجل

يوجد بالدار البيضاء رجل اسمه هابيل أحمد يتوفر على حوالي 10 آلاف تحفة أثرية، منها قرابة 400 ساعة يدوية، وحائطية يرجع تاريخ البعض منها إلى قرن من الزمن، كما أنه يختزن ضمن أكوام ذخائره، روائع من التاريخ القديم، منها تحفة، وهي عبارة عن صورة منقوشة في الرخام الأسود يرجع تاريخها إلى 4500 سنة قبل الميلاد، وهي التحفة التي ورثها عن أبيه الذي شارك في الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء، وأساسا فرنسا.
مثلما يحتفظ، إضافة إلى كل ذلك، بتحفة غاية في الروعة، تتجلى في التحفة / اللوحة: المسماة “بالباريسيةla parisienne”، التي يرجع تاريخها إلى 2500 قبل الميلاد، فضلا عن تحف عديدة تؤرخ بالقرنين، الثامن، والتاسع عشر الميلاديين .. علاوة على هذا وذاك، فإن متحف هابيل، يتألف من كتب تاريخية ذات قيمة علمية، يمكن إدراجها ضمن أمهات ومصادر الكتب التي تؤرخ لحقب زمنية معينة، منها كتب ترجع لأواسط القرن الثامن عشر، وما لحقته من أزمنة.
كما يتشكل المتحف عينه، من مجوهرات، وحلي، ونقوذ، وغيرها من التحف والمواد القديمة، التي تؤرخ لأزمنة مختلفة بجبال الأطلس المغربية .. وهي المرتفعات الجبلية التي استلهم منها هابيل فكرة الإهتمام بالتراث الإنساني، أكان مغربيا أو عالميا، حيث كان يشتغل دركيا في سبعينيات القرن الماضي، وقد تحول هذا الإهتمام مع مرور الوقت، إلى هواية لجمع وحفظ مختلف أنواع التراث الإنساني لازالت تلازمه إلى يومنا هذا.
الا تشكل هذه التحفة البشرية، وهذا المتحف البشري المتحرك، إذن، موضوعا للاهتمام الجدي من قبل مجلس مدينة الدار البيضاء، وغيره من السلطات المعنية بمدينة الدار البيضاء وشركة البيضاء للثرات، وأيضا وزارة الثقافة/ الجهة الوصية على كل ما هو ثقافي وحضاري أثري؟ وألا يمكن أن يضفي هذا النوع من الاهتمام المفترض، قيمة مضافة على مشهدنا الثقافي التي يتميز بالجمود والنكوص في شتى مظاهره، ويخلق من ثم دينامية اقتصادية غير مسبوقة على المستوى المحلي على الأقل على صعيد مدينة الدار البيضاء مثلا وخاصة في الجانب المرتبط بما هو سياحي، هذا ناهيك عن الدينامية العلمية لمثل هذا النوع من العمل الفريد والجاد؟