مجتمع

الأكياس البلاستيكية بالبيضاء..تلوث ومنع وسرية.. “روبورتاج”

بين الفينة والأخرى، تنظم السلطات المعنية مداهمات لعدد من المصانع سرية خاصة بإنتاج الأكياس البلاستيكية الممنوعة أغلبها ضواحي الدار البيضاء، في إطار عمليات مستمرة لتجفيف منابع إنتاج أحد أبرز ملوثات البيئة بالمملكة.

وبعد مرور ست سنوات عن الحظر وما رافقه من حملات ميدانية للتوعية بخطورة استعمال هذه الأكياس، يلاحظ استمرار حضورها وسط الأسواق الشعبية ولدى بعض محلات البقالة بالعاصمة الاقتصادية.

وأمام الصعوبات التي تواجه تحقيق هدف الوصول إلى صفر كيس بلاستيكي في المغرب، يقر المدافعون عن البيئة في المملكة بالجهد المبذول للقضاء على أحد أهم الأسباب الملوثة للبيئة.

* بين الاستخدام والرفض:

في جولة داخل أحد الأسواق الشعبية الخاص ببيع الخضر والفواكه والأسماك بمدينة الدار البيضاء، يلاحظ استعمال التجار الأكياس البلاستيكة بشكل ملحوظ مقارنة مع الأكياس التي تراعي البيئة.

يقول بائع خضر ” اعتدنا على استعمال الأكياس البلاستييكة منذ سنوات، ويبدو أن التخلي عنها بشكل كلي يتطلب المزيد من الوقت”.

ويضيف البائع يفضل الاحتفاظ بالأكياس البلاستيكية بالرغم من قرار المنع أن ” أغلب الزبائن يفضلون عدم دفع ثمن الكيس البديل (نصف درهم)، وعندما لا أوفر لهم كيسا بلاستيكيا غير مؤدى عنه، يلجؤون بكل بساطة إلى بائع آخر”.

تقاطع إحدى الزبونات حديثه قائلة “هذا ليس صحيحا، هناك عدد كبير من الأشخاص ممن استغنوا نهائيا عن استعمال الأكياس البلاستيكية بعدما فطنوا لأضرارها الوخيمة على البيئة”.

وتضيف قائلة “الأمر يتوقف على درجة وعي المواطنين بخطورة هذه الأكياس، وأعتقد أن ذلك سيتحقق قريبا بفضل الحملات التوعية”.

* عقوبات زجرية:
وكان المشرع قد منع تصنيع وتسويق واستعمال الأكياس البلاستيكة في الأسوق المغربية، قد دخل حيز التنفيذ سنة 2016، في أعقاب احتضان المملكة لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي “كوب 22”.

ويعاقب القانون 15-77 الخاص بمنع صنع واستعمال الأكياس البلاستيكية، التجار وغيرهم من مستعملي هذه الأكياس في نقاط البيع بغرض تعبئة أو لف البضائع، بغرامات مالية تتراوح بين 2300 دولار إلى 10 ألف دولار.

في المنحى نفسه، تتضاعف الغرامات في حق كل من ثبت تورطه في صنع الأكياس من مادة البلاستيك، فتترواح ما بين 23 ألف دولار و112 ألف دولار.

* تعزيز البدائل:

موازاة مع العقوبات الزجرية، أطلق المغرب أيضا حملات توعية واسعة بمخاطر استعمال الأكياس البلاستييكة والتحذير من العواقب الوخيمة الناتجة عن الاستمرار في استخدامها، من بينها حملة “زيرو ميكة” (صفر كيس بلاستيكي) التي تشجع على اعتماد بدائل مستدامة.

يؤكد رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، بوعزة الخراطي، في هذا السياق بأن “الوعي لدى المستهلك قد ازداد خلال السنوات الأخيرة بهذه المخاطر سواء على البيئة أو على الصحة”.

في المقابل يشير المتحدث، إلى أن وعي المستهلك وانخراطه في العملية يقابله إشكال مرتبط بالبدائل الإيكولوجية المطروحة لتعويض الأكياس البلاستكية، التي لا تصلح لبعض الاستخدامات خاصة المتعلقة ببعض المواد الغذائية الطرية.

المصدر “سكاي نيوز” بتصرف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى