حالات مؤكدة من “المتحور الانتخابي”: كذب الفاسدون إن وعدوا

محمد الشمسي

0

مع قرب افتتاح “موسم الانتخابات”، هرول سياسيون من كل درب عميق، تذكروا المواطن المستضعف، بين عاطل ومعطل ومعذب في الأرض بغلاء الأسعار والكراء وزحمة وسائل النقل، وأقساط “الكريدي” التي لا تنتهي و…و..وخرجت الديناصورات آكلة لحوم الشعوب، والخفافيش مصاصة دماء الأجيال، والضباع الرقطاء مهشمة عظام الأمل والطموح والغد الجميل، والتنانين قاذفة النيران وحارقة الرجاء، وبقربها تزحف التماسيح بدموع البهتان، يبكون ويتباكون على مصير هذا المواطن الذي حكمت عليه السياسات الحكومية المتعاقبة بأن يحيا ب “نصف كرامة”و”ربع إنسانية”، وقليلا من الحياة…
هكذا إذا تحول سياسيون فاسدون إلى قوم صادقين، يكذبون و”يمثلون” حين يتحدثون عن ذات المشاكل والويلات التي غرق فيها المواطن واشتكى منها ذات يوم، وكانوا في أبراجهم العالية يأكلون من الطريدة السياسية، ويرمونه ب”خاوي الريع السياسي”، وحالهم يرد على آهات المواطن الجريح ” باراكا من الشعبوية”….
بسرعة البرق بات هؤلاء الغشاشون المنافقون السارقون المداهنون الماكرون الجهلة الخبثاء أعداء الحرية والتنمية والديمقراطية، “يقلزون” للفساد ويتنكرون له ولفضله عليهم، و”قلبو عليه لوجه” كما “يقلبونه” على من انتخبهم من السذج، تناسوا ان الفساد هو ربهم الأعلى الذي يسبحون بحمده، وهو رأسمالهم بيه “باش بداو” ، ويغتابون “الريع” ويذكرونه بسوء، وهو الذي نفخ في أوداجهم وبطونهم وقرافدهم، ويُحقَّرِون الرشوة، وهي التي كانوا يشربون منها هنيئا مريئا ويتحدثون عن التوزيع العادل للثروة وقد وضعوا كل البلد في حسابهم البنكي، وعن حقوق المرأة وقد نكحوا مثنى وثلاث ورباع خارج بيت الزوجية، وعن البيئة وتلك شركاتهم ومعاملهم ومقالعهم تطحن الحجر والشجر و البشر…
هم تشابه عليهم البقر الذي عرض القرون والذيول والمؤخرات للرهن في بنك الانتخابات، ونحن تشابه علينا الفاسدون فما عدنا نميز بين فاسد “دوريجين” وبين “فويسد صغير” قيد التكوين في رحم سياسة ملعونة لم تجلب للأمة غير الهزيمة والنكوص…
ما أبشعهم وما أفظعهم من متحورات انتخابية … يتسلون بلعبة الصدق، كما يتسلى القط الشبعان بفأر صغير، يتسلون بالصدق شهرا واحدا كل خمس سنوات، ذلك الشهر الثالث عشر في تقويمهم المعوج، الذي يسبق “سعرتهم ” التي تختلط فيها الحملة بالعربدة، هي “عادتهم السرية” السياسية يمارسونها برعونة وكثير من قلة الحياء، بل هي عادتهم “غير الشهرية” “كتجيهم” شهرا في الستين شهرا، يحيضون ولا “يتطهرون”، يرمون فيها الشباك وينصبون المكائد للمواطن المغلوب الطماع، يوظفون أسرابا من “الحياحة” لسَوْق قطعان المغفلين “الغلابا” أفواجا صوب شراك “صناديق الاقتراع” التي لا تلد في مجملها إلا فاجرا فاسدا كفارا….يوهمونهم أن الخمس السنوات القادمة لن تكون كمثيلاتها المنصرمة، وأنهم سيعلنون الحرب على الفساد والريع والرشوة لكن هيهات أن يدمر الواحد منهم نفسه ذاتيا….فقد كذب الفاسدون إن وعدوا…

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.