ليالي الدار البيضاء… باستثناء صوت سيارات الإسعاف الصمت يوقف شرايين الحياة

0

مع دخول الإجراءات المتعلقة بحظر التنقل الليلي ، حيز التنفيذ ، على الصعيد الوطني من التاسعة ليلا إلى الخامسة صباحا، منذ الثلاثاء الماضي، تستكين العاصمة الاقتصادية خلال هذه الفترة الزمنية بشكل عام لهدوء شبه مطبق على غير عادتها.
قبل التاسعة ليلا ترتفع وتيرة الحركة في مختلف شرايين الحياة، والفضاءات العامة، من أجل شد الرحال نحو الفضاءات الخاصة (المنازل)، ضمن التقيد بالإجراءات الخاصة بمنع التنقل الليلي، الرامية إلى كسر شوكة الفيروس التاجي، الذي عات ضررا في مختلف مناحي الحياة بالدار البيضاء خاصة وعلى المستوى الوطني عامة .
باستثناء التواجد الأمني البين والواضح ، من أجل السهر على احترام هذه الإجراءات ، وبعض سيارات الإسعاف التي تمر هنا وهناك بسرعة البرق، وسيارات أخرى تعد على رؤوس الأصابع ربما دفعتها الضرورة للتنقل الليلي، فإن المدينة تمارس ليلا ، حتى إشعار آخر ، بما يشبه ” استراحة محارب ” يعمل على اقتصاد قوته ، استعدادا لأشواط أخرى قوامها بذل الجهد والتحرك نحو فرص الأعمال والتجارة والحياة ، في باقي فترات اليوم .
صخب وتجمعات وحركة بهذه المدينة العملاقة ، كانت تغذيها المهرجانات والحفلات والأعراس والتجمعات هنا وهناك ، خاصة في أوقات ما قبل حلول الفيروس التاجي، الذي عكر صفو الحياة في الدار البيضاء ، كما في مدن ومناطق أخرى.
وإذا كانت الحياة تعج في فترات النهار بمشاهد كثيرة ومتنوعة، بعضها يستحق التنويه لأنها تترجم وعيا بخطوة كورونا ( ارتداء الكمامات ، التباعد ، وعدم المصافحة المباشرة )، وبعضها غير مقبول ( اللامبالاة بأنواعها)، فإنه يبدو ، بشكل عام ، أن الساكنة المحلية مقتنعة أشد الاقتناع بأن الإجراءات المتخذة بمنع التنقل الليلي، هي في صالح الجميع .. وحتى ربما من لديه رأي آخر خارج الضوابط المعمول بها، فإن القانون يكون له بدون شك بالمرصاد .
في ظل هذه المشاهد غير المعتادة، تضيء أعمدة الإنارة سكون الليل بالدار البيضاء ، فيسود الفراغ متبجحا بوهم السيطرة على فضاءات المدينة ، قبل أن يطرده نور الصباح وأشعة الشمس ، حيث تتجدد دينامية الحياة نحو أرض الله الواسعة بالعاصمة الاقتصادية.

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.