الرأيشؤون محلية

معظم أحياء الدار البيضاء محدثة للنوم فقط.

أحس بامتعاض كبير و أنا أرى رؤساء مقاطعات مثل مولاي‮ ‬رشيد وابن امسيك وسيدي‮ ‬مومن واسباتة والحي‮ ‬المحمدي‮ ‬وسيدي‮ ‬عثمان،‮ ‬يرفعون أيديهم في‮ ‬اجتماعات مجلس المدينة تصويتا على مشروع خدماتي‮ ‬أو سياحي‮ ‬كبير في‮ ‬مناطق لا تعنيهم في‮ ‬شيء،‮ ‬بل مناطق مستفيدة أصلا‮ ‬ومنذ سنين من مشاريع‮. ‬كبيرة،‮ ‬أضفت الجمال والوعاء الضريبي‮ ‬ونهضت بساكنة تلك المناطق.. عندما تم التفكير في‮ ‬نظام وحدة المدينة،‮ ‬كان المبتغى هو جعل العدالة المجالية هي‮ ‬الأساس،‮ ‬وأن تتوزع المشاريع الاقتصادية وذات النفع‮ ‬الاجتماعي‮ ‬والاقتصادي‮ ‬والرياضي‮ ‬على جميع المناطق،‮ ‬لكن عكس ذلك نرى أن ‭ ‬ المشاريع التي‮ ‬تعد نقط جدب تتمركز في‮ ‬شريط معين من المدينة دون‮ ‬غيرها‮.‬
حتى عندما جاء مخطط التنمية للعاصمة الاقتصادية،‮ ‬وبعد الخطاب الملكي‮ ‬الذي‮ ‬تحدث عن جعل الدار البيضاء عاصمة للمال والأعمال،‮ ‬من خلال محاربة الفوارق بين المناطق والأحياء،‮ ‬نجد هذا المخطط ارتكز في‮ ‬أماكن دون‮ ‬غيرها لكن العجيب أن مجالس مقاطعات التي‮ ‬ذكرت،‮ ‬لم تتشبث بحق مناطقها من هذه المشاريع،‮ ‬ولم تنافح من أجل كسب مشاريع قد تنهض بمناطقها وساكنتها‮ ‬وتعود بالنفع على الخزينة البيضاوية،‮ ‬وتتحول تلك المناطق من حالة ركود إلى حالة حركة ونقط جذب‮ ‬يقصدها الناس‮.‬
الأخطر أنه حين نتكلم كمسؤولين ورؤساء مقاطعات نتحدث عنها من منطلق البؤس،‮ ‬كأن نتشبث ،‮ ‬كملاعب القرب ومركز سوسيواجتماعي‭ ‬اجتماعية،‮ ‬ومراكز لمحاربة الهشاشة‮… ‬وغيرها من العناوين التي‮ ‬تعطيك الانطباع أنك تتحدث عن ساكنة منهكة لا تستحق إلا طلب مساعدة‮.‬
المضحك المبكي،‮ ‬نجد أن الأحياء‮ «‬الثرية‮» ‬كالمعاريف وسيدي‮ ‬بليوط وآنفا وعين الذئاب وجزء من‮. ‬عين الشق اتجاه كاليفورنيا وعين السبع،‮ ‬لا‮ ‬يتوانى المسؤولون عنها في‮ ‬اقتسام‮ ‬غنيمة البؤس مع تلك الأحياء،‮ ‬إذ نجدهم‮ ‬يتحدثون بدورهم على إحداث ملاعب قرب ومراكز اجتماعية،‮ ‬والحال أن هذه الأحياء،‮ ‬يجب أن توفر ملاعب تنس للقرب ومسابح للقرب وملاعب‮ ‬غولف للقرب وغيرها حتى تكون قاطرة تحدو حدوها مناطق البؤس لكن العلامة الانتخابية تجعلها تنافس الأحياء البسيطة حتى في‮ ‬مشاريع الصدقة‮.‬
أعتقد بأن نظام وحدة المدينة،‮ ‬لم‮ ‬يوف نجاحه،‮ ‬لهذا وجب خلق ائتلاف بين المناطق التي‮ ‬تعاني‮ ‬الحيف بلبورة مشاريع تنهض بمناطقها وترفع من قيمة أحيائها وتوفر العدالة لساكنة تقطن العاصمة الاقتصادية دون أن‮ ‬يكون لهذا الاقتصاد انعكاس على حياتها‮.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى