في انتظار اللقاح هذه كلفة “مناعة القطيع”

المصطلح ليس للإهانة، وعدم اللجوء إليه ليس تفضلا ، فمناعة القطيع HERD IMMUNITY مصطلح علمي، وهو يعني إيقاف انتشار وتزايد مرض معدي بعد أن تكتسب نسبة من الناس مناعة، وعادة بالتطعيم، تجاه المرض ، هذه النسبة threshold immunity تختلف من مرض لآخر، فكلما كان المرض معد أكثر تكون النسبة المطلوبة لإيقاف الإنتشار أعلى ، مثلا الحصبه شديدة العدوى ويلزم أن تتشكل المناعة لدى 94٪ من الناس لإيقاف الإنتشار ،
الطريقة المثالية لتحقيق وقف الإنتشار بأسلوب مناعة القطيع أن يتوفر المطعوم وأن يلتزم به الجميع، وهذا تحقق سابقا عندما تمكن العالم من وقف الجدري مثلا.
بالنسبه لCOVID19 لا يوجد مطعوم إلى الآن، و اذا أردنا تحقيق وقف الإنتشار عن طريق إتاحة المجال لإصابة نسبة من المجتمع، فأول مشكلة نواجهها ، هي هل يمكن أن تعاود الاصابة في شخص أصيب ؟
وثاني مشكلة أنه يلزم أعداد كبيرة لتحقيق هذه المناعة مثلا العدد المقدر و اللازم في الولايات المتحدة هو 70 مليون (حسب مايوكلينيك). والأعداد الكبيرة تفوق إمكانيات الصحة المتوفرة،
وفي هذا المرض تفوق الوفيات وفيات الإنفلونزا العادية 10 مرات (حسب جامعة هوبكنز)، وعندما يذكر أن بعض الدول لجأت الى أسلوب مناعة القطيع يجب أن لاننسى أن ذلك كان على حساب ازدياد الوفيات في كبار السن، مثل تسجيل 5800 وفاة بكورونا في السويد،
عدا أن الاهداف المرجوة لم تتحقق فقد كان من الأهداف أن تصل المناعة في سكان ستوكهولم الى 55٪ بينما لم تصل إلى اكثر من 15٪..
مناعة القطيع لها كلفة عالية من حيث عدد الوفيات، ومن حيث توفر إمكانات العناية المركزة، ويجب قبل ترديد المصطلح أن تفكر كل بلد بامكاناتها وبمدى استعدادها للتضحية بالمواطنين وخاصة من كبار السن….