عبد الرزاق بنشريج: اسناد اختيار نمط التعليم للأولياء يطرح العديد من التساؤلات

# بعد مرور قرابة أسبوع على الدخول المدرسي بشكل رسمي ما هي أهم الملاحظات التي سجلتها؟
كمتتبع للشأن التربوي والسياسة التعليمية بالمغرب، واعتمادا على التقارير المنشورة وتقاسم المعلومات في هذا الشأن بين شركاء المنظومة، يمكن التركيز على بعض الملاحظات المتكررة في العديد من المناطق بالمغرب مثل:
– صعوبة تطبيق أنماط التعليم المختارة من طرف الوزارة، فالتناوب بين الحضوري وما تسميه الوزارة “التعليم عن بعد” غير ممكن بالنسبة لتلاميذ الداخليات، ودور الطالب والطالبة، فحتى إن تم التغلب على ذلك فيما يخص تفويج المتمدرسين وفق مساحة الحجرات المتوفرة فكيف يمكن تفويج القاطنين في الداخليات ودور الطالبة.
– عدم احترام التباعد لأكبر عدد من المتعلمين، لأنهم اعتادوا الجلوس والحديث والسير في مجموعات، وبالتالي مسألة التباعد عند الصغير(ة) وحتى المراهق(ة) شيء غير مفكر فيه.
– صرح السيد وزير التربية الوطنية أن أكثر من 90% من المؤسسات تتوفر على قاعات متعددة الوسائط، بل يقول إن بإمكان الأساتذة استعمالها لتقديم دروس عن بعد، والواقع غير ذلك بل جاء بإحصائيات غير واقعية، وهذه النقطة لوحدها تحتاج من يوضح للسيد الوزير أن ما يقدم له من معلومات، عن واقع المنظومة التربوية، قد تكون غير صحيحة أو مبالغ فيها، والمنظومة تحتاج من يقدم تقارير صحيحة للنهوض بها، فلا يمكن أن ننجح في غياب المعطيات الحقيقة، والدقيقة.
# بماذا تفسر اختيار أزيد من 85% من الأسر التعليم الحضوري في زمن الجائحة؟
أولا أن تسند مهمة اختيار نمط التعليم لأولياء التلاميذ يطرح العديد من التساؤلات، فإن كان تدبير المنظومة أوكل القطاعات يعود إلى الحكومة بناء على قرارات اللجنة المركزية والتي تحتل فيه تقارير وزارة الصحة حسب درجة تفشي الوباء مكانة الصدارة، فاستشارة الأولياء عملية غير مفهومة وغير حكيمة، لأنه لا علم لهم بدرجة تفشي الوباء وبمدى جاهزية وزارة التربية الوطنية أو غيرها، وامتلاكها لاستراتيجيات احتواء الجائحة، وحماية صحة المتمدرسين. ورغم ذلك، فاختيار التعليم الحضوري دليل على اقتناعهم بعدم جدوى”التعلم عن بعد” الذي تبنته الوزارة الوصية السنة الماضية، فربما لو طبقت “التعليم عن بعد” لكانت النتيجة أحسن.
# من المعلوم أن الوزارة طبقت التعليم عن بعد، أليس كذلك؟
ليس كذلك، هناك فرق بين “التعلم عن بعد” وهو المعتمد من طرف الوزارة حيث تقدم معلومات للمتعلم سواء عبر الواتساب (صور دروس، تمارين، ..) أو دروس جافة على القنوات التلفزية أو الأنترنت، أي يحاول التلميذ فهم وتعلم ما ورد بأشرطة أو صور دون طرح الأسئلة أو تلقي الأجوبة.
أما “التعليم عن بعد” فهو ما يمكن القيام به في اللحظة نفسها بين المدرس والتلميذ من تفاعل لبناء التعلمات عبر منصة أو قسم افتراضي أو شبكة داخلية، وشتان بين النمطين.
# هناك من يؤكد أنه بإمكان التعليم عن بعد أن يكون ناجحا بالنسبة للطلبة، لكنه غير مجد بالنسبة للتلاميذ صغار السن، هل هذا صحيح؟
نعم يمكن “للتعليم عن بعد” وأقول مرة أخرى “التعليم عن بعد” وليس “التعلم عن بعد” أن يفيد المتعلمين بأحسن مما قدمته الوزارة الوصية السنة الماضية، ولكن ليس مساويا للتعليم الحضوري، وكلما تدرجنا إلى المستويات الأعلى تكون الفائدة أحسن.