أمر قاضي التحقيق لدى استئنافية سطات، السبت الماضي، بإيداع شخصين متهمين بقتل شاب عثر على جثتة ببحيرة “سد الكرن” نواحي سطات، بالسجن الفلاحي عين على مومن، بعد التحقيق معهما ابتدائيا من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وحدد قاضي التحقيق فاتح دجنبر المقبل موعدا لجلسة التحقيق التفصيلي معهما.
اكتشاف جثة يستنفر درك سطات
حوالي الرابعة من فجر الأربعاء 16 نونبر، توصلت عناصر الدرك الملكي بإخبارية تفيد وجود جثة تطفو فوق مياه سد ” الكرن ” لتنتقل على الفور صوب مسرح الواقعة، حيث جرت عملية الاتصال بعناصر الوقاية المدنية التي استنفرت فرقة من الغطاسين سهروا على إخراج الجثة التي تطلب انتشالها من الماء ما يناهز ساعة ونصف نتيجة تحللها وتصفيد أطراف الهالك وربطه بإحكام مع مواد حجرية لزيادة الوزن حتى لا تطفو على السطح. ليتم نقل جثة الهالك إلى مستودع الاموات بمستشفى الحسن الثاني بسطات في انتظار نتائج التشريح الطبي لكشف ملابسات الواقعة خاصة أن بعض المصادر أبرزت وجود أثار الجرح عل جثة الهالك، مما دفع نفس العناصر بسرية سطات إلى فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة لفك لغز هذا الحادث.
تحديد هوية الضحية
خلال البحث أشعرت فرقة المحققين من طرف المكلف بمستودع الأموات أن فتاتين تبحتان عن أخ لهما اختفى منذ 10 أيام، ونظرا لصعوبة التعرف على الجثة التي تحلل بعضها ونظرا لوجود وحل عالق بالجثة تم التنبيه إلى وجود أثر لعملية جراحية على مستوى البطن، حيث تمكنت العناصر الامنية للمدينة من فك اللغز بعدما تبين لها أن أحد الدوائر الامنية بالمدينة تلقت شكاية في وقت سابق من عائلة تقطن بحي السماعلة بمدينة سطات تفيد البحث عن متغيب لمدة 10 أيام ويتعلق الامر بالشاب المدعو قيد حياته “ع ح” البالغ من العمر أربعة وعشرون سنةوالقاطن بشارع شنقيط بحي السماعلة بسطات، وهي الاوصاف التي تنطبق على صاحب الجثة، مما عجل بخلق تنسيق امني بين عناصر الدرك الملكي بسرية سطات وعناصر المصلحة الولائية لأمن سطات قصد وضع لائحة بأصدقاء الهالك والأشخاص الاكثر ترددا عليه بالإضافة للاستماع لكل الأشخاص الذين كانوا على خلافات معه.
توقيف متهمين على خلفية الاعتداء والقتل
تفيد مصادر مقربة أن هاتف الضحية استخدم من طرف شخص مجهول وتبادل الحديث مع رقم هاتفي آخر ، ليتبين خلال البحت أن الرقم الثاني يخص صديق الهالك في العمل، لتمكن الأبحاث من تشخيص هوية المشتبه فيهما، وتوقيفهما في ظرف وجيز، ووضعهما تحت تدابير الحراسة النظرية إلى حين استكمال البحث معهما حول ظروف وملابسات الجريمة.
وأضافت المصادر، بأن أحد المشتبه فيهما يشتغل كعامل نظافة بإحدى المؤسسات البنكية بالمدينة تابع لشركة مناولة يشتغل بها الضحية كمسؤول، فيما يشتغل الثاني كمستخدم يومي، قد اعترفا بالمنسوب إليهما في محاضر الضابطة القضائية، وصرحا للدرك بكونهما في البداية رافقا الضحية إلى احد المقاهي المتواجدة وسط المدينة من أجل اقتناء العصافير من لدن أحد الأشخاص، ليطلبا منه مرافقتهما إلى سد” الكرن” من أجل الاستجمام وذلك زوال الأحد تاريخ اختفاء الضحية، وأن الضحية تنقل إلى مسرح الجريمة على متن دراجة نارية رفقة المشتبه فيه الأول ، فيما المتهم الثاني تنقل على متن دراجة نارية أخرى، وعند وصولهم إلى مسرح الجريمة قاما بضربه على مستوى الرأس بواسطة حجرة كبيرة وتكبيل يديه ورجليه بواسطة جزء من قميصه ووضع حجرة كبيرة داخل سرواله وربطها بباقي القميص ورميه بمياه سد ” الكرن “ حتى لا يظهر للجثة اثر، وقاما بالاستيلاء على محفظة نقوده التي كان بها مبلغ مالي يقدر حسب نفس المصادر ب 200درهم، والهاتف النقال ومعطف ، وبعد التخلص من الجثة عادا إلى حال سبيلهما، حيث استولى المتهم الأول على المبلغ المالي وسلم للثاني الهاتف والمعطف، وأن الدافع وراء ارتكابهما هذه الجريمة المعاملة السيئة التي كان يتعامل بها الضحية مع المتهم الأول عامل النظافة لكونه رئيسه في العمل وتسبب له في عدة اقتطاعات من الأجر.