باحثون إسرائيليون يطورون تقنية تجسس عبر مصابيح “ليد”!

0

توصل علماء إسرائيليون إلى أن الموجات الصوتية تتسبب في اهتزاز مصباح ليد، وعبر استخدام أجهزة معينة نجحوا في التنصت على ما يدور في الغرفة التي بها المصباح

شاهدنا في أفلام التجسس كيف يمكن سماع حوارات من هم بالغرف المغلقة والتنصت على حديثهمعبر وضع ميكروفون صغير جدا في غطاء مصباح أو خلف صورة أو تحت مفتاح الضوء، وعلى الجانب الآخر هناك من يجلس بعيدا في سيارة أو مكتب يستمع ويسجل المحادثات.

وإذا لم تتمكن من دخول الغرفة، فيمكنك أيضا التقاط ما يقال وأنت متواجدا خارجها باستخدام ميكروفون شديد الحساسية، لكن الطريقة الأكثر حداثة هي اختراق الهاتف الجوال أو كمبيوتر الأشخاص الموجودين في الغرفة والقيام بشكل سري بتنشيط الميكروفونات المدمجة في تلك الأجهزة.

ولكل هذه الأشكال من التنصت يستلزم وجود ميكروفون، غير أن باحثين من إسرائيل أثبتوا الآن أن الكلمة المنطوقة يمكن أيضا التجسس عليها باستخدام اهتزازات مصباح LED (ليد) في الغرفة.

لأن الضوضاء في الغرفة، سواء المحادثات أو الموسيقى، تولد موجات صوتية تتسبب بدورها في حد أدنى من الاهتزازات بمصباح LED. وهذه الاهتزازات تغير ضوء المصباح في الحد الأدنى فقط، لكنها تكفي لتحديد طول وتواتر الصوت.

ويعرض باحثون من جامعة بن غوريون في النقب ومعهد وايزمان للعلوم تجربتهم البسيطة نسبيا بالتفصيل على موقع الويب الخاص بهم في فيديو قصير مع الصور.

من فوق جسر، وجه الباحثون تلسكوبا عاديا متصلا بأجهزة استشعار كهربائية ضوئية على مبنى مكاتب يبعد 25 مترا، وركزوا التلسكوب على مصباح LED، كان مرئيا من الخارج.

ثم أطلق الباحثون ثلاثة أصوات مختلفة في غرفة “التنصت”: أغنية لفرقة الروك البريطانية كولدبلاي وأغنية لفريق البيتلز والخطاب الشهير للرئيس الأمريكي ترامب الذي يقول فيه “نجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”.

بعد مرور الإشارات “الخام” التي تم التقاطها من خلال نظام تنقية متعدد المراحل يتكون من خافض للضوضاء، وموازن صوت (اكولايزر)، وما إلى ذلك، تم سماع الضجيج من الغرفة في نفس وقت حدوثه. خافتا قليلا، لكن يمكن التعرف بوضوح على كل كلمة والإيقاع واللحن. ويطلق الباحثون الإسرائيليون على طريقتهم هذه اسم “لمبفون” (ميكروفون المصباح).

في عام 2014، طور باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، بالاشتراك مع شركتي مايكروسوفت وأدوب خوارزمية يمكنها إعادة تشكيل إشارات صوتية من خلال تحليل أصغر الاهتزازات للأشياء، حيث قام العلماء آنذاك بمتابعة كيس رقائق البطاطس (شيبسي) ونبتة منزلية في إحدى الغرف. لكن إعادة تشكيل الإشارات الصوتية الصادرة عنهما استغرق بعض الوقت. بيد أن الباحثين الإسرائيليين الآن تمكنوا من الوصول إلى الإشارات الصوتية مباشرة أي في نفس وقت حدوثها.

من خلال تحليل أصغر الاهتزازات لنبتة منزلية وكيس شيبسي، استطاع باحثون من معهد ماساتشوستس إعادة تشكيل إشارات صوتية في إحدى الغرف.

والمثير للدهشة أن الأصوات، التي يتم سماعها عبر المصباح لا تدركها الأذن البشرية فقط، فقد أظهر الباحثون أن تطبيقات التعرف على الموسيقى تعرفت على الأصوات أيضا. وفي هذه الحالة جرى استخدام تطبيق يسمى “شازام”. كما تم التعرف على خطاب ترامب أيضا من خلال برنامج “غوغل” للتعرف على الكلام، الذي حوله فورا إلى نسخة مكتوبة.

النتائج التي توصل إليها الباحثون الإسرائيليون ستعرض بالتفصيل في مؤتمر حول أمن المعلومات في غشت المقبل.

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.