فودي سيلا: “لا أعتذر عن سواد بشرتي، ولا أكن أي عداء للبيض”

0

كتب السفير المتجول للسنغال، فودي سيلا، في مقال رأي عن العنصرية، “أنا لا أدافع عن لون معين، بل أطالب بالعدالة” التي يجب أن “تقضي على التفاوتات وكل أشكال التمييز”، داعيا إلى “تجريم العنصرية قولا وفعلا”.

وقال سيلا، وهو رئيس سابق لجمعية مناهضة العنصرية (SOS Racisme)، في مقاله الذي وجه من خلاله انتقادا لاذعا لكافة أشكال العنصرية وانتقد فيه بشدة إغفال المعارك الكبرى من أجل المساواة دون أي تمييز بسبب اللون، إنه لا يعتذر عن سواد بشرته، ولا يطلب من أي شخص الاعتذار عن لون بشرته، معتبرا أن “العدل لا يعني الانتقام أو الثأر”.

وأشار سيلا، في هذا المقال الذيي توصلت وكالة المغرب العربي للأنباء بنسخة منه، إلى أنه بإمكان مجلس مدينة ما أن يقرر بشأن إعادة تسمية شوارعها ، مسجلا أنه يفضل رؤية إقامة تماثيل وتسمية مزيد من الشوارع بأسماء من قبيل مانديلا، وأنجيلا ديفيس، ومانو ديبانغو، تكريما لهم، بدلا من تدمير رموز أخرى، لأن “التدمير صنعة الجهلة”.

وأضاف أن “ما يثير حنقي قبل كل شيء هو نسيان أو تجريد التاريخ من حقيقة أن كافة المعارك الكبرى من أجل المساواة خاضها الجميع سوية: بيضا وسودا. بدءا من رفاق مانديلا، ومارتن لوثر كينغ”.

وأكد النائب السابق في البرلمان الأوروبي وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن استبدال عنصرية بأخرى ليس انتصارا، وإنما هو “السرطان نفسه الذي يصيب أشخاصا آخرين”.

وذكر كاتب المقال جيلا كاملا بأنه “وريث تقليد عريق وقوي، ألا هو فلسفة التنوير” التي حاربت من أجل القيم التي يجب أن نستمر في الدفاع عنها، وهي التسامح والحرية والمساواة. واعتبر أنه “لا يجب جر جيل بأكمله إلى طريق مسدود”، بل “يجب أن نساعده على ألا يخاف وأن يحافظ على الأمل”.

وبالنسبة للسفير المتجول السنغالي، فإن “الحرية تكون جميلة عندما لا نسجن الأشخاص في خانات معينة أو نختزلهم في لون بشرتهم”، مسجلا أن “الحرية هي أيضا أن لا تأبه للتصنيفات للاختلاف”.

وأضاف سيلا أن “واجب الأفراد الأحرار هو ضمان استمرار الحرية وحماية الأجيال القادمة من الانغلاق في الفكر الواحد وغير المتسامح”، مردفا بأنه “إذا كانت العديد من المعارك قد ألهمتنا بقيمها وأهدافها، فسنكون “في حالة إنكار للتاريخ إذا قارنا أنفسنا اليوم بمن عاشوا قبل 60 عاما في ظل أنظمة سياسية كانت فيها العنصرية ممأسسة”.

وأبرز أن “مرجعياتنا مرجعيات كونية ولا يختص بها بلد أو لون بشرة دون الآخر. إنها معركتنا جميعا”.

وخلص كاتب المقال إلى أن “كوني أسود البشرة لا يجعلني أفضل من أحد أو أسوأ من أحد. أرفض الأحكام المسبقة، ولا آمن للأحكام اللاحقة. وأمقت التصنيف على أساس العرق. كل شغفي أكنه للنضال من أجل المساواة والحرية”.

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.