“ماكاين خروج يوم 20 ماي “: الحجر الصحي “معمر بالغميق السياسي”

0

•محمد الشمسي

تواصل الحكومة وبعناد ركوب قطار أخطائها التواصلية مع المواطنين، وهي بذلك ترش كثيرا من غبار التشويش على الحملة الناجحة التي قادتها الدولة في مواجهتها للفيروس ، فقد خرج رئيس الحكومة على الناس يوم الخميس، ثم خرج وزيره في الصحة على الناس في اليوم الموالي، وكلاهما وقف حماره في العقبة ، بمعنى “آش بغاو يقولو للناس بدون لف أو دوران؟”، مما يؤكد أن هناك فيروسا في ذاكرة تواصل الحكومة يربك رئيسها ويجعله يخرق الحجر الصحي بدون “ضرورة قصوى”، وحتى وزير الصحة أخفى ملامح وجهه خلف كمامته فاستحال على المشاهد قراءة رسائل محياه.
المسئولان السياسيان لم يقويا على قولها مباشرة للناس، فهما لم يتحدثا بلسان المتفائل والمتحكم في الوضع الوبائي كما اعتادا، بل تحدثا وكأن الوباء هو المسيطر على الوضع، وكأنهما يقولان لنا “نحن على مشارف 6000 إصابة بإقرار الحجر الصحي”، ويضيفان همسا :”ماذا لو رفعنا هذا الحجر الصحي”؟، ليرسلا لنا رسالة خفية “بكمامة وبلا كمامة ” تقول “عا وجدو روسكم لشي شهر آخر”، أو ” ماكاين خروج نهار 20 ماي”، بقي فقط أن يضيفا لها “والحاضر يعلم الغايب”.
نحن نعلم أنه ليس لدينا خيار أمام هذا الفيروس، فنحن مخيرون بين خيارين لا ثالث لهما، إما دخول بيوتنا وانتظار الغد المجهول، أو تلقف العدوى و دخول غرف الإنعاش ، ونحن واثقون أن الملك وطاقمه الاستشاري والمساعد رسموا الخطة المثلى للخروج من الجائحة بأقل الخسائر، ومتيقنون أنه لا مفر مع الفيروس إلا باختراع اللقاح، ولكن نعلم كذلك أن الحكومة ليس لها يد ولا دور في مسألة مكافحة الوباء غير “تواصل فاشل مع المواطنين”، فوزير التربية الوطنية متيقن جدا ، من أن السنة الدراسية لن تكون بيضاء رغم أن المؤشرات تؤكد أنها ستكون “سوداء أو زرقاء” ، ووزير الصحة يهمس لنا أن الفيروس طغى واستكبر من خلال الأرقام اليومية الصادمة ، وأن الاطقم الطبية “عيات”، وأن رفع الحجر الصحي سيجعله يكتسح ويغزونا بلا رحمة، ونقع في ما وقعت فيه دول أخرى، ومعالي الوزير بهذا يهيؤنا نفسيا “لشي شهر أو جوج سيمانات على الأقل”، خاصة عندما عبر عن ذلك بالقول”حنا عارفين الناس عياو من الحجر الصحي”، والرسالة الحقيقية تأتي بعد لكن هذه ، فنتيه بين حماسة وزير التربية الوطنية الزائدة، وبين تشاؤم وزير الصحة الظاهر، وبين “تلفة رئيس الحكومة بين هذا وذاك”.
فكل المؤشرات تؤكد تمديد الحجر الصحي لشهر أو على الأقل لأسبوعين جديدين، فقد لوحظ إنزال إعلامي مكثف لحملات تحسيسية غير مسبوقة عبر شاشات التلفزة لحث الناس على مزيد من الحذر والحيطة وملازمة البيوت، لذلك سنتقبلها بروح رياضية لو تفضلتم بقولها لنا ” نيشان” “راه ماكاين خروج من بعد 20 ماي”.
نحن في حجرنا الصحي لا نطلب من الحكومة قهر الفيروس فهذا يتجاوزها، نريدها فقط “تجينا كود”، فالحجر الصحي وحده جحيم، ماذا لو التقى الحجر الصحي و”الغميق السياسي”؟ .

قد يعجبك ايضا المزيد عن المؤلف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.