الرأي

المنتخب الجمعوي … أية فاعلية !!!

من العبث أن يتقمص المنتخب السياسي ، دور الفاعل الجمعوي ، إنها من التعمية والمغالطات المتفشية أن يختلس أنشطته ، ويسرق مشاريعه ، ويتنصل من برامجه ، ويعيق إبداعاته ، ويمنعه من من مزاولة حقوقه الدستورية ، أو يعرقل له مساهمته الفعالة ؛ ودوره المنوط به … وهذا ما سعى إليه الملك محمد السادس حفظه الله في أحد خطابته أن يعلم شعبه الوفي ؛ ويعرفه بأبجديات دور المنتخب سواء البرلماني أو المستشار ، لكن نجد عكس ذلك ؛ يهيمن المنتخب المسؤول على كل شيء ، ويستحوذ على كل الأدوار ، ويستولي على كل البرامج ، ويغصب حق الفاعل الجمعوي
وينسى أن عمله يكون متكاملا معه ؛ وبه ؛ ثم له ، وإنه لا محالة شريك لا منازع ، والواجب أن يكون له داعما ومساعدا ومتعاونا وحاميا ، والغريب أن المنتخب يغيب عن دوره وفعله ، ولا يقوم بواجبه ، وما أنيط به من مسؤوليات ، فتجده فاعلا متطوعا ، وشبحا غابرا مسؤولا ، ومانعا على غيره من الجمعويين، وكذلك المنتخبين المعارضين ، ثم المتحالفين معه – وقد تصل به الجرأة ان يضع البلوكاج والروسكلاج على زملائه وإخوانه من حزبه – وخاصة حينما تدنو مشاريف الموسم الإنتخابي ، وهذا دليل قاطع على هوانه وضعف حصيلته ، وقلة مردوديته ، ونرجسية انانيته ، وما يجعل بعض الأطياف والألوان السياسية ، والمنتخبين المرتزقة لا يعملون على مبادئ وتطلعات أحزابهم ، بل على الكرسي والمنصب ، إنها هولسة وهوس الإنتخابات والإدمان الكلي ، إنها الجمرة الخبيثة ، والفيروس القاتل للأمة ، طاعون كورونا الغادر للبلاد والعباد ، ولا تكسب منها سوى الغرور والغل ، والإعجاب المنتخب بنفسه ، والحقد على معارضيه ومنافسيه ، ولا يكثرت لتغيير جلده أو طلائه باللون المناسب ، متى كانت الحاجة إليه ، وكل غاوٍ وهاوٍ يمشي مع التيار اللامع والرياح الناصية ؛ اينما تكون مصلحته ، فتراه يؤسس الجمعيات ، ويدعمها بالمنح والعطايا ، ويقدم لها المقرات ، ويكثر عليها بالسخاء والمحفزات ، ويحرك لها المشاريع ، فيكثر من الطفليات الريعية الفاسدة ، التي تكون وباءً عليه ، ويحارب بعض الجمعيات البارزة ، ولا يحتفي بأخرى ،ثم لا يكثرت لبرامج التنمية الناجحة ؛ بل هو مستغل لها ، إن المنتخب العاقل هو الذي يفرق بين دوره السياسي في التأطير ، والجماعي في التدبير ، والبرلماني في التشريع ، وهي مسؤولية على عاتقه ، ويبقى للمجتمع دوره الجمعوي التنموي الطلائعي البارز والواضح ، وكلاهما يكمل الآخر ويحتاجون لبعضهم ، ويحمي بعضهم للبعض ، وان يكون المنتخب مشاركا في رفع الهمم الجمعوية ، دون إهدار للحقوق أو نكران للواجبات ، أو إهمال في إسقاط الكفاءات ، وإعاقة المشاريع التنموية … يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى