الدارالبيضاء: اقتلاع العشب والأشجار وتحويل جزء من حديقة إلى موقف للسيارات
في انتظار تدخل المسؤولين

في الوقت الذي تسعى فيه المدن الحديثة إلى توسيع المساحات الخضراء وتحسين جودة العيش في المجال الحضري، تعيش بعض الأحياء بمدينة الدار البيضاء على وقع ممارسات تناقض تمامًا هذا التوجه. فقد بدأت الأشغال لتحويل جزء كبير من إحدى الحدائق العمومية إلى موقف للسيارات، ما أثار استياء الساكنة المحلية والمهتمين بالشأن البيئي لساكنة حي ياسمينة والاحياء المجاورة وجمعيات المجتمع المدني.
الصور التي تم تداولها مؤخرًا توثق بوضوح تعديًا صارخًا على جزء من المساحة الخضراء، حيث تم اقتلاع العشب والأشجار وتسوية جزء من الأرض بالتراب.
ويُعتبر هذا السلوك نموذجًا لعدة ممارسات مماثلة تعرفها بعض المدن، حيث يتم تدمير الحدائق العمومية من أجل خلق أماكن لركن السيارات، دون أي اعتبار للقانون أو التصميم الحضري أو حتى الحاجيات البيئية للمواطنين.
وفي تصريح لأحد المارة، قال: “كانت هذه الحديقة متنفسًا يوميًا لكبار السن والأطفال، واليوم يتم تشويه جمالية المكان وبداية الاشغال لتهييئها ليصبح جزءا منها موقفا للسيارات، إنها خسارة حقيقية للحي.”واذا كان الهدف من هاته العملية بحجة تهيئة وتوسيع الشارع فلماذا تتم الأشغال فقط من جهة واحدة ليتم استغلالها كموقف للسيارات”.
للاشارة، فقد سبق وان استغلت الحديقة كموقف للسيارات من طرف ادارة مصحة مقابل الحديقة، لكن السلطات تدخلت وقامت بمنع موقف السيارات وارجاع الحديقة الى جماليتها بغرس الاشجار والورود مما لقي استحسان الساكنة لكن بقدرة قادر تغير كل شىء بعد افتتاح مصحة جديدة لتبدأ السلطات في تحويل جزء كبير من الحديقة الى موقف للسيارات.
من جهة أخرى، يطالب المواطنون بتدخل السلطات المحلية من أجل وضع حد لهذه التجاوزات، وإعادة تهيئة الحديقة كما كانت، مع فرض رقابة صارمة على الفضاءات العمومية لتجنب تكرار مثل هذه الانتهاكات.
في زمن التغيرات المناخية والاختناق البيئي، تبقى حماية المساحات الخضراء مسؤولية جماعية، تبدأ من التخطيط السليم وتنتهضي بالمواطنة البيئية الواعية.