شؤون محلية

“الكرة الأرضية” معلمة معمارية تعكس انفتاح الدار البيضاء على العالم

فهذا المجسم الذ يقع بساحة الأمم المتحدة، القلب النابض لكبرى حواضر المملكة، حيث تتجمع الأبناك والمقاولات والمحلات التجارية الكبرى، ما تزال الأشغال جارية به لإعادة تهيئته، منذ إعطاء الانطلاقة الرسمية لبداية هذه الأشغال في مارس من العام المنصرم، لإعادة الاعتبار لهذه المعلمة التاريخية وإحيائها وبعثها من جديد، ما دام الأمر يتعلق بالحفاظ على جزء من ذاكرة العاصمة الاقتصادية.

وحددت لمشروع إعادة تهيئة ” الكرة الأرضية “، وفق اتفاقية بين شركة التنمية المحلية ” البيضاء للتراث” وشركة “الأجيال” الكويتية القابضة، حوالي 14 مليون درهم، ستوجه لإعادة الرونق لهذه المعلمة الحضارية، ناهيك عن جعل ممرها التحت أرضي مزارا لساكنة العاصمة الاقتصادية ومكانا لاحتضان أنشطة ثقافية وتجارية .

وحسب الاتفاقية الموقعة بين الطرفين، سيتم من خلال عملية إعادة التهيئة تجديد الكرة الأرضية ومحيطها بطريقة تتناسب مع غنى مركز مدينة الدار البيضاء الذي يزخر بعراقة تاريخه ومعماره، وذلك لخلق جاذبية للسياح ومواكبة التنمية الحضرية للمدينة ، وكذا إعادة تأهيل الممر الأدنى بطريقة راقية ستمحو تلك الصورة القاتمة والهشة.

ويهدف هذا المشروع، الذي يندرج ضمن مخطط تنمية الدار البيضاء الكبرى 2015-2020، إلى رد الاعتبار لساحة الأمم المتحدة والمدينة العتيقة والأحياء المجاورة، إلى جانب الحفاظ على الطابع الشعبي لمدينة الدار البيضاء، لتمكين سكانتها من استعادة تراث المدينة، وتسليط الضوء على الحركية العمرانية والحضارية التي تشهدها .

فإعادة تهيئة تلك المعلمة جاءت لتؤكد أن الاستثمار المالي على الرغم من أهميته في التنمية الاقتصادية للبلاد، لا يقل أهمية عن الاستثمار في مجالات التراث والثقافة، والعمل على حماية التراث والهوية الحضارية لمدينة تتطلع إلى أن تكون ضمن كبرى حواضر العالم، وتخطو بثقة لمواجهة التحديات التنموية الكبرى بصفتها عاصمة اقتصادية للمملكة .

فالمجسم يختزن إبداعات هندسية من توقيع المهندس الفرنسي جون فرانسوا زيفاغو الذي وضع التصميم الهندسي للكرة الأرضية في بحر القرن الماضي .

وقد سعى زيفاغو (1916-2003) وقتئذ إلى تحويل فضاء أساسي في قلب العاصمة الاقتصادية إلى تحفة جميلة، ومكان للإخبار وتوجيه زوار المدينة، وممر آمن للمارة، عبر تصميم مزج فيه بين الهندسية العربية الإسلامية والهندسة الحديثة، مشتغلا على ألوان عدة، ومستفيدا قدر الإمكان من أشعة الشمس التي يتميز بها المغرب .

ومن بين المنشآت الأخرى التي ساهم زيفاغو في وضع تصاميمها، وضعه تصميم المحكمة الابتدائية بالمحمدية سنة 1956 ، وتصميم المحكمة الابتدائية بابن احمد سنة 1958 ، ومجموعة مدارس بيزيه بالبيضاء سنة 1960 ، ومركز الإصلاح والتهذيب بتيط مليل سنة 1960.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى