مجلة “الاستراتيجية” تصدر عددا خاصا حول 20سنة من حكم الملك محمد السادس

أصدرت المجلة المغربية للدراسات الدولية والاستراتيجية “الاستراتيجية” شهر غشت الجاري عددا خاصا بمناسبة الذكرى العشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على العرش ، خصصته لـ”العقدين الأولين من حكم جلالة الملك محمد السادس: مسارات الإصلاح والتحديث والإشعاع الإقليمي والدولي للمغرب”.
ويرصد هذا العدد في نسخته باللغة العربية أبرز محاور الإصلاح والتطور التي عرفتها المملكة في العديد من المجالات، كما توقف جزء كبير من مواده عند التوجهات الكبرى للسياسة الخارجية للمغرب خلال هذه الحقبة الهامة من تاريخ البلاد، من خلال تقديم رؤية منهجية منسجمة تزاوج بين أقلام الخبرة وأقلام البحث الأكاديمي الجاد، ورصد ملامح التطور ومؤشرات الإصلاح في إسهامات علمية رصينة. ويستحضر هذا العدد من المجلة الفصلية المحكمة مميزات الدبلوماسية المغربية خلال هذه العشرينية وحضور البعد الديني في توجهاتها، فضلا عن استعراض التحولات التي عرفتها علاقات المغرب التقليدية مع شركائه.
ويتطرق الجزء الأول من هذا العدد إلى “عشرينية الإصلاحات والأبواب المفتوحة للتطور للمملكة المغربية”، من خلال تقديم قراءة في “العلاقات الإخوية المميزة بين المغرب وفلسطين”، ورصد “فترة عشرينية من تاريخ المغرب خاصيتها كونها تحت حكم الملك محمد السادس، وما تحقق من إنجازات”. وتوقف الجزء الثاني للمجلة عند “القضايا الكبرى للإصلاح والانفتاح السياسي”، مع التركيز على “ورش الجهوية المتقدمة بالمغرب: بين رهان التنمية المستدامة واستحقاقات الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية”، و”العدالة الإنتقالية في الخطب الملكية”، و”مكاسب الأمازيغية في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس”، و”حركية المحتمع المدني في ضوء توجيهات المؤسسة الملكية”. ويبرز الجزء الثالث لهذا العدد التوجهات الكبرى للسياسة الخارجية المغربية في عهد الملك محمد السادس، عبر رصد “مميزات الدبلوماسية المغربية خلال عقدين”، و”البعد الديني والروحي في السياسية الخارجية لجلالة الملك”، و”الإعلام الديني في توجهات أمير المؤمنين”. كما يتناول هذا الجزء “المقاربة المغربية الجديدة للقضايا العربية في عهد الملك محمد السادس”، و”التوجه الجديد القديم للدبلوماسية الملكية في إفريقيا”، و”دور المشاريع الكبرى المهيكلة في تعزيز تموقع المغرب دوليا: الانتقال الطاقي نموذجا”، و”المغرب وتنويع الصادرات.. أي مسار؟”.
وأبرزت المجلة في مقدمتها الافتتاحية أن المملكة المغربية “شهدت خلال هذه العشرينية الأولى من حكم صاحب الجلالة الملك محمد السادس انطلاق مجموعة من الأوراش الإصلاحية الكبرى التي خلقت دينامية سياسية واقتصادية واجتماعية لمعالجة مجموعة من القضايا التي كانت عالقة، وتشكل عائقا أمام أي تحول وتطور حقيقي”.
وأبرزت كاتبة الافتتاحية أن “وصول جلالة الملك إلى سدة الحكم سنة 1999 شكل فرصة لتكريس مسار الانفتاح السياسي، حيث استكمل مسار المصالحة ومعالجة إرث الماضي من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”، مضيفة أن “التوصيات الملكية أنضجت تجربة العدالة الانتقالية بعد تأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة. وسجلت أن البلاد عرفت معالجة ملف قد لا يقل أهمية عن ملف “ماضي الانتهاكات”، والمتعلق بالتدبير السليم للتنوع الثقافي، عبر الاعتراف بالثقافة واللغة الأمازيغية والاعتناء بهما. وأوضحت أن تدبير التنوع والغنى المجتمعي والثقافي الذي يزخر به المغرب بشكل أو بآخر يستلزم خلق إطار ترابي جديد، مشيرة في هذا الصدد إلى أن هذه العشرينية عرفت إطلاق ورش الجهوية المتقدمة بملامح تستجيب للتحديات المطروحة. وخلصت الافتتاحية إلى أن المغرب عمل خلال العقدين الماضيين على ترسيخ مبادئ الديمقراطية التشاركية لضمان مشاركة أوسع للمواطنين، مشيرة على الخصوص إلى أن “المملكة عرفت سنة 2011 تتويج مسار الانفتاح السياسي بدستور جديد شكل وعاء للإصلاحات السابق ذكرها، ومكرسا لها”.