شؤون محلية

نادي الفروسية بسيدي عثمان : العطايا والفزاعة

يعتبر نادي الفروسية بسيدي عثمان من أكبر النوادي مساحة على مستوى مدينة الدار البيضاء،ومن أكثر النوادي غموضا في تدبيره ، حيث يجهل لحد كتابة هذه السطور كيف يدبر هذا المرفق التابع للمجلس الجماعي للدار البيضاء، وماهي حجم مداخيله، وماذا تستفيد خزينة المدينة منه؟
هذا النادي الممتد على مساحة 8هكتارات والمتواجد بشارع عبد القادر الصحراوي بعمالة مقاطعات مولاي رشيد سيدي عثمان ، والتابع للنفوذ الترابي مقاطعة سيدي عثمان ،في الحدود مع مقاطعة سباتة بمحاداة ملعب تيسيما ، يتم استغلاله منذ سنوات من طرف جمعية تجني أرباحا تتجاوز 500مليون سنويا ، حيث تشير وثائق رسميةأن مداخيل النادي وصلت إلى 438 مليون سنتيم في 2018، بينما بلغت في 2017 حوالي 487 مليون سنتيم، وفي 2016 وصلت إلى 536 مليون سنتيم وفي 2015 وصلت المداخيل إلى 479 مليون سنتيم، علما أن النادي يتضمن عددا من الأنشطة الرياضية الأخرى وفضاءات ترفيه وقاعة للأفراح، مقابل هذه المداخيل يرمي النادي والجمعية المسيرة الفتات لخزينة الجماعة الحضرية للدار البيضاء .
ملف هذا النادي الرياضي تفجر في الدورة العادية لمجلس مقاطعة سيدي عثمان لشهر يوينو الماضي ، من طرف عبد الالاه فراخ النائب الأول لرئيس المقاطعة ،الذي أشهر مجموعة من الوثائق التي تؤكد الاستغلال المفرط لأحد أهم أملاك الجماعة،
متسائلا عن سر غض الطرف عن مسطرة استرجاع هذا المرفق العمومي على غرار باقي المرافق العمومية الأخرى، مثل مركب زناتة ومركب مولاي رشيد للتنس، والمركب التجاري (مارشي كريو القديم) بالصخور السوداء، إضافة إلى الشروع في مسطرة تحرير مركب باردايز بعين الذئاب ومقهى الصقالة.
فراخ وخلال مداخلته في هذه الدورة ، شدد على أن الجماعة الحضرية ملزمة بتنفيذ توصية صادرة عن اللجنة الاجتماعيةالتي يترأسها زميله في العدالة والتنمية عبد المالك لكحيلي، حين أوصت بصياغة دفاتر تحملات وطلبات عروض لاستغلال الفضاءات والنوادي العمومية، ضمنها نادي الفروسية لابن امسيك سيدي عثمان، أي إخضاع هذه المرافق إلى مسطرة دفتر التحملات وطلب العروض المفتوح على المنافسين، مؤكدا أن صيغة الشراكة المقترحة بين إدارة المجمع الرياضي ابن امسيك سيدي عثمان ومجلس المدينة وعمالة مقاطعات مولاي رشيد تعد بمثابة خرق لمقررات المجلس وتجاوز لها، وتمكن هذه الشراكة في حال اعتمادها الجمعية الحالية من الاستمرار في تدبير هذا النادي ، أي تمديد عقدها لسنوات قادمة، عكس ماحصل بالنسبة للمرافق الأخرى والنوادي الرياضية مثل مركب زناتة الذي أصبح يدر على خزينة الجماعة 10ملايين سنتيم شهريا.
قضية هذا النادي لاتقف عند هذه الحدود ، بل تتعداها لتشكل نموذجا لتداخل المصالح والنفوذ، حيث تشير أصابع الاتهام لمجموعة من الممارسات والعطايا التي يستفيد منها مسؤولون بالمدينة والعمالة يوفرون الحماية للجمعية التي تشرف على تدبير النادي منذ سنوات ، مقابل العطايا والامتيازات تشهر أسماء في الجمعية علاقة نادي الفروسية بجهات سامية، لكن ذات المصادر تؤكد أن نادي الفروسية مثله مثل كل النوادي وحكاية العلاقة مع جهات سامية مجرد فزاعة لترهيب الخصوم والحفاظ على الوضعية الحالية للنادي الذي يشكل عنونا كبيرا للريع واستغلال النفوذ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى