الدار البيضاء تفقد جزءا من سكانها

بدت مدينة الدار البيضاء صباح العيد ويوم ثاني عيد ، على غير عادتها، صخبها قليل وهدوئها كثير، شوارعها شبه فارغة ، سيارات قليلة وحركة مرور سلسلة.
هذا المنظر لم تعتده الدار البيضاء منذ زمن بعيد ، ولا يتكرر عادة إلا في عيد الأضحي حيث يفضل جزء من ساكنتها مغادرتها نحو مسقط الرأس لتمضية العيد الكبير رفقة الأهل والأحباب ، وفي السنوات الأخيرة ، وحتى في عيد الأضحي ، لم تعد المدينة تخلو من ساكنتها كما كان عليه الأمر فيما مضى ، وقد فسره أحد المهتمين بشؤون المدينة، بانتشار السكن الإقتصادي الذي مكن فئات عريضة من الوافدين عن المدينة من امتلاك سكن ، أصبحو معه يتمكنون من قضاء عيد الأضحى بالمدينة ، وعوض العودة للبادية أو المداشر البعيدة لقضاء العيد مع العائلة أصبحت هذه العائلة هي التي تأتي للدار البيضاء لتمضية العيد مع أبنائها وربما الإستقرار معهم بصفة نهائية ، ويجتمع شمل العائلة بالمدينة وليس ب”البلاد” كما كان عليه الأمر في السابق.
هذا العيد استثنائي لأنه تزامن مع عطلة مدرسية وإدارية قاربت الأسبوع ومع إطلالة الأيام الأولى لفصل الصيف ، لهذا فضل عدد من قاطني المدينة الصاخبة مغادرتها إلى وجهات مختلفة ،وبذلك فقدت المدينة جزءا كبيرا من ساكنتها