شؤون محلية

بنسليمان … نزلاء مركز الإصلاح والتهذيب يلتئمون حول مائدة إفطار جماعي

في أجواء يطبعها الدفء العائلي والبعد التضامني، التأم ثلة من نزلاء مركز الإصلاح والتهذيب بابن سليمان رفقة أسرهم، مساء اليوم الاثنين، حول مائدة إفطار جماعي، وذلك ضمن عملية إنسانية تسهر على تنظيمها مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء.

وهدفت هذه المبادرة، المقامة بتنسيق مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج وبعض الشركاء من المنظمات المهنية والمقاولات المواطنة، إلى مد جسور التواصل بين هذه الفئة والمجتمع المدني، وتأصيل الروابط الاجتماعية وترسيخ العادات والتقاليد، عبر نقل الأجواء الرمضانية إلى داخل المؤسسة. وفي كلمة بالمناسبة، أكد منسق مصالح مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، السيد عبد الواحد جمالي الإدريسي، أن هذه الأجواء التضامنية “لا تقاس بمساحتها الزمنية، ولكن بعمق ما تختزله هذه اللحظة من مشاعر المحبة والتضامن والتآزر وقيم الخير” التي تتقاسهما البشرية جمعاء. وأضاف السيد الإدريسي أن تنظيم مؤسسة محمد السادس لإدماج السجناء لمثل هذه المناسبات يكتسي رمزية مهمة، إذ تنسجم تمام الانسجام مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى أنسنة الفضاء السجني وجعله قاطرة للتضامن وقيم المواطنة الحقة والعيش الكريم. وذكر بأن المؤسسة تعد شريكا أساسيا في هذا الاتجاه، بهدف توجيه الطاقات والقدرات توجيها سديدا، سواء على المستوى التعليمي أو التكويني، بما يتفق مع متطلبات سوق الشغل، “حتى إذا نهض القابع وراء أسوار هذه المراكز، يجد فرصة للانصهار في وسطه المجتمعي”. وبعد أن شدد على أن الطفولة تعتبر ثروة وطنية مدخرة للمستقبل علينا جميعا حسن التعامل معها واستثمارها، خلص السيد الإدريسي إلى القول بأن هذه الفئة “متى أرادت أن تنهض من العدمية ومن الأفكار السلبية والمشاعر غير المجدية، فأيدي المؤسسة ممدوة لتجعلها متصلة بالمجتمع، حتى يكون الطفل نافعا لا ضارا، ومنتجا لا مستهلكا ومعينا لا معانا”.

من جهتهم، استحسن عدد من النزلاء هذه الالتفاتة الإنسانية النبيلة التي فسحت لهم المجال في مشاركة وجبة الإفطار رفقة عائلاتهم، معبرين عن أملهم في تخطي أسوار السجن ومعانقة نسيم الحرية من أجل النهوض بأوضاعهم الذاتية والمساهمة في تنمية المجتمع. وتضمنت فقرات هذه الأمسية الرمضانية، التي حضرها عامل إقليم بنسليمان وممثلون عن السلطات المحلية وأطر وموظفو المراكز السجنية وفعاليات جمعوية، توزيع جوائز وبدل رياضية على النزلاء المتفوقين في مختلف المسابقات المنظمة خلال شهر رمضان الأبرك. إثر ذلك، استمتع نزلاء المركز الذين يبلغ عددهم 240 نزيلا، بوصلات موسيقية مزجت بين أصالة فن السماع والمديح وروحانيات الشهر الكريم، كانت من أداء أصوات شجية ألقت قصائد عذبة تغنت بصفات خير الأنام، عليه الصلاة والسلام. يذكر أن هذه الأنشطة، المنظمة تحت شعار “الطفل .. اسمه الآن”، تندرج في إطار الجهود التي تبذلها مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء لأنسنة الفضاء السجني بما يحفظ كرامة نزلائه، سيرا منها على الاستراتيجية والأهداف النبيلة التي رسمها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والهادفة إلى ترسيخ قيم المملكة المتعلقة بالتضامن والتآزر والعيش في جو من الإيخاء، وهو ما لا يكتمل إلا بصون الكرامة الانسانية للمواطن المغربي مهما كان وضعه أو مكان تواجده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى