الرأي

الحماية الاجتماعية والتماسك الأسري بعد جائحة كورونا

يجب أن تشكل الحمايــة الإجتماعيــة جــزءًا حيويــًا وأصيــلاً ، مــن سياســة التنمية الإجتماعيــة لدولــة المغرب ، وأداة رئيسية في تحقيق متطلبات التنمية المستدامة ،
ووسيلة إلى وضــع سياسات وبرامج وآليات ، تساهم في حماية وتعزيز التماسك الأسري والحماية الاجتماعيــة لجميــع المواطنين ، وتمكن فئات المجتمــع المختلفــة ، بكافة المهارات المطلوبة ، وتأمن التمتع بحقوقهم ليعيشوا حياة كريمة وآمنــة مــع المحافظــة علــى منظومــة القيــم الثقافـيـة و التقليدية المجتمعية . لهـذا فــإن الحمايــة الإجتماعيــة والتماسك الأسري ، يعدان مرتكــزًا أساسيًا من منهجيــة متكاملة ، للتنميــة الإجتماعيــة الســليمة ، الراميــة إلــى تحقيــق التوازن الاجتماعي بين المواطنين ، وبنــاء مجتمــع ســالم وآمــن ومســتقر مــن كافــة التحديــات الاجتماعيــة التــي قــد تهدد كيانه .
لهذا علينا ان نضع منهجًا كليًا نحو التنمية ، مستشرفةً بأن التنمية المستدامة تُجسد شبكة حماية اجتماعية وفعّالة ، لكل المغاربة ، حيت تستشرف بلادنا بمرحلة جديدة في مسيرتها التنموية بعد جائحة كورونا ، التي ستواجه فيها متغيرات جديدة ، طرأت على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي . وستخلف هذه المتغيرات كثيرًا من العترات في سلم التنمية ببلدنا ، بعيد كل البعد لما كانت عليه سابقا . وستنتج عن هذه المستجدات تحديات جديدة تتطلب اجراءات وسياسات اقتصادية واجتماعية حكيمة ، لضمان استمرار مسيرة التنمية المستدامة
من رأيي أن تقوم هده السياسات على إطار استراتيجية للحماية الاجتماعية والتماسك الأسري على ثلاثة مرتكزات؛ هي مرتكز الرعاية الأجتماعية، ومرتكز رأس المال الإجتماعي ، ومرتكز الأسرة المواطنة ، والتي تولد لنا ثلاث  الأولويات ؛ يمكن ان تكون ضمن هده الاستراتيجية والتي تتمثل في تحقيق النتائج التالية :
– إنشاء نظام لرعاية الإجتماعية متكامل وفعال ومستدام
– بناء أسرة مواطنة قوية متماسكة ومنفتحة
– عمل على خلق رأس مال إجتماعي متكامل
بهذا نكون قد ساهمنا  في إرساء نظام الحماية الإجتماعية متكامل وفعال ، حيت يمكن وضع برامج للحماية الإجتماعية والتماسك الأسري للمواطنين ، يكفل لهم الحياة الكريمة ، وتقدم الرعاية الإجتماعية للشرائح الضعيفة في المجتمع ، وعمل على تأهيل وإدماج هذه الشرائح في المجتمع ، بغية إشراكها في التنمية المستدامة للبلاد .
كما يمكن ان تقــوم مؤسسـات المجتمــع المدنــي بــدور كبيــر في منظومـة الحمايـة الاجتماعية ، من خلال تقــديم الخدمــات الإجتماعيــة للمواطنين عامــة والفئـات الضعيفـة علــى وجــه الخصـوص ، وتقديم الدعم الكافي لجمعيات الخيرية التي تعمل على دعم الأسـر الفقيرة والمحتاجة ، كما أنه للأسرة المغربية دور رئيسي في حماية أفرادهــا ، مــن مخاطــر الفقــر والعــوز والعمــل علــى تماسكها أمــام تحديــات التغيــرات الإجتماعيــة والاقتصاديـة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى