ثقافة و فنون

بمعرض الكتاب بالدار البيضاء: زجل مغربي بعيون إسبانية

نعيمة الناهي

التقى عشاق الزجل من زوار المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، بثلاثة أجيال من الزجالين المغاربة، من خلال جلسة فنية نشطها كل من أحمد المسيح ومراد القادري وعادل لطفي.
في هذا اللقاء، الذي نظم بالرواق الإسباني مساء الاثنين ضمن فعاليات ضيف شرف المعرض بتنسيق من الباحث والمترجم الإسباني فرانشيسكو موسكوسو، اعتبر المتدخلون أن هذا الفن من فنون القول شكل جسرا لتحقيق التلاقح الثقافي بين جارين تجمع بينهما الكثير من القواسم الحضارية والثقافية.وبالنظر إلى امتداداته التاريخية وأصوله الأندلسية، أصبح الزجل موضع مبادرات عديدة من طرف مترجمين ومثقفين إسبان، حاولوا استعادة هذا الفن واستخراج مكنوناته وتقريبه من المتلقين الإسبان، عبر ترجمة العديد من الدواوين لزجالين مغاربة من أجيال مختلفة، وتنظيم منتديات داخل إسبانيا للتعريف به.
وبالنسبة إلى مديرة الكتاب وتشجيع القراءة بوزارة الثقافة والرياضة الإسبانية أولفيدو غارسيا فالديس، فاللقاء مع زجالين مغاربة، يمثلون تجارب فنية لكل منها خصوصياتها، هو بمثابة سفر بعبق روحي وفكري عبر مرايا شفافة تبرز المشترك بين الثقافتين الإسبانية والمغربية.وأشارت إلى تجربة فرانشيسكو موسكوسو، الأستاذ بجامعة مدريد المستقلة، في الاشتغال على اللغة الدارجة بالمغرب، واهتماماته بالزجل المغربي كفن استطاع أن يتبلور ويحقق إشعاعا كبيرا داخل إطار شعبي، ما شكل حافزا بالنسبة إليه لإصدار العديد من الدراسات الأدبية واللسانية وترجمة الكثير من الأعمال الزجلية بفضل إلمامه الكبير بهذه اللغة، ومنها أعمال المسيح ولطفي والقادري المحتفى بهم في هذا اللقاء.
فيما أكد موسكوسو أن اكتشافه لهؤلاء الزجالين كان على فترات زمنية، ابتدأت مع المسيح لتنتهي مع عادل لطفي، معتبرا أن كلا منهم يمثل مرحلة من مراحل تطور الشعر المغربي، حسب التقسيم الذي قدمه الكاتب والباحث المغربي عبد اللطيف.
وقال إن بداياته مع الزجل المغرب كانت سنة 1990 حينما ترجم أحد دواوين أحمد المسيح، ملاحظا أنه حينها لم تكن الأعمال الزجلية كثيرة التداول، مما دفعه لمحاولة البحث والتنقيب عنها من خلال لقائه بعدد من الزجالين المغاربة والمهتمين به، ومقرا أن الزجل، الذي يصدر عن رؤية خاصة من الشاعر للعالم، هو في صورته المعاصرة يختلف عن القصيد الأندلسي وشعر الملحون، إلا أن له معاييره وقواعده التي يتعين الانضباط إليها، رغم تسجيل ركون الشعراء إلى تحريره من بعض القوالب القديمة لمنح حرية أكبر للكلمات.
ومن جهته، أبرز الزجال المغربي مراد القادري، في كلمة له بالمناسبة، أن “ما يربط بين الجارين ليس السردين والحشيش، ولا قوارب الهجرة ومشاكل التهريب، ما يجمع بينهما تجربة حضارية وإنسانية ممتدة وعميقة، وفي صلبها يوجد الشعر”.وبعد استعراضه لأشكال من التعاون الثقافي بين المبدعين المغاربة والمثقفين الإسبان مستشهدا في هذا الصدد بتجربة مجلة “المعتمد” التي كانت تشرف عليها الشاعرة الإسبانية ترينا ميكادير، شدد على أن العمل المشترك والسفر والحوار جسور لفتح أفق جديد للعلاقات الإسبانية المغربية.وتميز اللقاء بقراءة مقطوعات زجلية من طرف الشعراء المغاربة المحتفى بهم في هذه الجلسة التي حملت عنوان “الشعر باللغة المحكية.. قوة الزجل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى