بروفيل عبد الصمد الحيكر أو بن كيران “الصغيور”

يقول علماء الجيولوجيا إن القارات الخمس سيعاد تشكيلها من جديد، بعد حوالي 250 سنة، بفعل عوامل طبيعية، حينها ستصبح للمغرب حدود برية مع أمريكا، بعد اختفاء المحيط الأطلسي.
اثنان فقط يفرحان لمثل هذا الخبر: المهاجرون السريون وعبد الإله بنكيران، فأطال الله عمر الجميع حتى تتحقق النبوءة!
سبب سعادة بنكيران لتنبؤات العلماء بسيط جدا، فهو يعاين الآن أشخاصا يقلدونه في كل شيء تقريبا.. يتماهون مع حركاته ومشيته وينقلونها إلى المدن والقرى، تعميما لقانون القرب، ثم يتحدثون بلغته ويقهقهون مثله، ويشنون الحروب على الأعداء بطريقته، ويسخرون من الصحافة بأسلوبه، وأحيانا يبكون أو يختفون عن الأنظار .. فلم لا يسعد بنكيران؟ فربما تنتقل جينات التقليد، بعد 250 سنة، إلى القارة الأمريكية، فيحكم شبيها له البيت الأبيض!
في البيضاء، مثلا، يوجد مقلد بارع لبنكيران، حتى لقبه الصحافيون، أخيرا، ب”بنكيران الصغيور”، فتاره يقلد رئيس حكومتنا في كل شيء، أملا في نيل الرضى والبركة، وطمعا في تسلق المناصب والمسؤوليات، فكل الطرق مفروشة له بالزرابي لتحقيق حلمه شريطة الوفاء لنهج “الزعيم”.
بنكيران “الصغيور” هو نائب عمدة البيضاء، ورئيس مقاطعة جماعية، وبرلماني، ومنسق جهوي في حزبه، ويملك تفويضا من العمدة الجديد موقع “على بياض” يتحكم به في رقاب الموظفين، ولولا “الحظ السياسي” لأصبح رئيسا لجهة البيضاء سطات وعضوا في جمعيات.. الله وحده يعلم عددها ونوعية أنشطتها.. فاليوم الواحد عنده يتجاوز بكثير 24 ساعة، ويكفيه لقضاء شؤون العبادة والعباد.
بنكيران “الصغيور” يحس بالذنب لأن بنيته الجسدية لم تسعفه في تقليد كل حركات رئيس حكومتنا، فهو فارع الطول يحمل نظارتين حفاظا على “الهيبة” وبث الرعب، حتى أنك لا تعلم هل وضعهما لدواع طبية أم للموضة “الإسلامية”، ويمشي مزهوا بنفسه، عكس تواضع بنكيران، ولا يقهقه، بل تجده مقطب الحاجبين، ودائما يعلوه الغضب حتى ولو انتخب بالإجماع أمينا عاما للأمم المتحدة!
ولأنه بنكيران “الصغيور”، فقد تتلمذ على توجيه الأوامر، فترى خائفين منه يتحركون بإشارة من أصبعه، تماما كما حدث لحظة انتخاب الباكوري رئيسا لولاية الجهة، فتحول، آنذاك، إلى قائد أوركسترا عظيم الشأن.
الآن أصبح كبيرا، ويملك من الصلاحيات والسلطات ما تجعله شامخا في ردهات ولاية البيضاء، فجعل دورات مجلس المدينة أشبه بمدرسة يحضر الجميع في الوقت المحدد (مازال يفكر في إجبار المتأخرين على حضور أولياء أمورهم)، ويلزم المعارضون أماكنهم خوفا من نظراته، ويكتفي الموالون له بهمس نادر.. إنها ديمقراطية السمع والطاعة، ورحم الله دورات المجلس السابق حين كان مستشارون يتطايرون مثل حبات الذرة لحظة شوائها.
لا يستطيع بنكيران “الصغيور” العيش دون أزمات ومشاكل، فيبحث عنها، ويجد الإبرة ولو تاهت وسط كومة القش، وآخر إنجازاته العظيمة تمثلت في مهاجمة الصحافة، وقمع صحافي يمارس دوره، لأنه فقط لا يرتاح إليه وليس من قبيلة حزبه الإعلامية.
صديقنا له أيضا إنجازات يفتخر بها، بعيدا عن كرهه للصحافيين، ومنها فشله في مشروع ميزانية المدينة، بعد رفضها من طرف والي الجهة، وعجزه عن حل، خلال الأيام القليلة الماضية، مشكلة الأزبال في الشوارع رغم الرسالة الملكية. كما وقف صامتا وهو يعاين جنون حافلات المدينة، والاختناق المروري اليومي، ولم يتحدث عن أخبار الزيادة في ثمن تذكرة الطرامواي.. فهو مشغول جدا بمعاينة المشاريع الكبرى للمجلس السابق، ويكفيه البطش بالصحافيين.
الآن، سيغضب بنكيران “الصغيور” وسيتهكم ويهمس بنظرياته في العلوم السياسية للمقربين منه، وربما يتهم…. لكن دوام الحال من المحال، فكم من عظيم أسقطته شكولاطة أو “كراطة” أو “جوج فرانك”… فهل يتعظ.. لا أظن ذلك!