” لا يُورِدُ مُمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ …!!! “

يتعمد البعض من المصابين بفيروس كوفيد القاتل ؛ ممارسة الإختلاط بالآخرين ، والخروج للأماكن العامة بلامبالاة ، قصد مزوالة أنشطتهم الوظيفية او التجارية ..!!
وانا لا اتحدث على المصاب الجاهل الساذج الأمي الطائش ، إنما أخبر بالنخبة المزيفة ؛ بالأستاذ والمنتخب ورجل الأعمال ورب المتجر والشركة والمعمل والمصنع …!!!
وهذ ما تسبب في كثيرٍ ؛ بتزايد الحالات وتفشي الوباء الفتاك ، ولا يختلف اثنان ؛ على أن ذلك الفعل خبيث ، وجرم مقيت ، مهما كانت مسوغاته أو مبرراته ، فهو بلا أدنى شك عمل مُحَرِّمٌ ، ويعد من كبائر الذنوب والآثام ، ويستوجب العقوبة الدنيوية والآخروية ، وفاعل هذا الجرم رجل حقير ، وخبيث ، وغير سوي ، به خلل في شخصيته ، أو له دوافع عدوانية عنصرية ، وهذا بلا شك عضو فاسد في المجتمع ، قد انسلخ من إنسانيته ، وتحول إلى شخص مجرم ، قد نزع من قلبه وعقله الرأفة والرحمة ، حيث يصاب بسببه أبرياء ؛ ليس لهم ذنب سوى انهم ظلموا من العنصر القذر ، وهذا الأفاك اللعين ، فله من الله ما يستحق
” وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُواْ ؛ فَقَدِ احْتَمَلُواْ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ”
ومهما تكون دوافع هذا الخائن لأمته ومبرراته ، لا يرقيه الا حب الذات والجشع والطمع ، قد تكون شخصيته انتقامية احتقارية نتيجة تربية غير جيدة في الصغر ، أو تكون له “الشخصية السيكوباتية” ؛ الذي يتلذ بتعذيب الآخرين وقتلهم ، وقد يكون أنانيا شجعا ؛ لا يفكر إلا في نفسه ، ويرى هذه المحنة الوبائية كنز مالي استثماري ؛لا يعوض !!! ، ولا يعرف أنه ؛ ظلم وحيف وجور ، ترجع له بالخزي والعار والدمار ، لقوله النبي ﷺ ” اتَّقِ دعوة المظلوم ؛ فإنها ليس بينها وبين الله حجاب ”
إن هذا الرجل نزعت من قلبه الإنسانية والرحمة ، و يعتبر أمام المجتمع ، وأمام الجهات الأمنية مجرم يستحق العقاب ، وما من شأنه ؛ محبط لأعمال البلاد ومخرب ومدمر لتدابيرها ، ، وقد تصنف هذه جريمة قتل عمد يستحق فاعلها عقوبة القتل ؛ إما تعزيراً أو قصاصاً ؛ بل لخطورة هذه الأفعال القاتلة ، والأوصاف الدنيئة الساقطة ؛ قد يصنف من يتعمد نشر فيروس كورونا ؛ ب”جريمة إرهاب ” ، مبيناً أن حكومتنا ممثلة في أعلَى سلطاتها التشريعية والسياسية والتدبيرية ، لم تقصر قط ؛ في كل الجوانب التدبيرية لمحاربة هذا الوباء
أن هذا العضو الفاسد قد نزعت من قلبه معاني الإنسانية والرحمة ، وأصبح خطراً يهدد الأبرياء ، ويتجاهل حكم الله ، وهذا رسول الله ﷺ يوجهنا بأسباب الوقاية للحيوانات من العدوى آمٍراً : ” لا يورد مُمرض على مصح ” ومعناه لا يورد صاحب إبل مِراض على صاحب إبل صِحاح ؛ من باب تجنب أسباب الشر ، إذا ورد الجميع الماء !!! ، فالممرض صاحب الإبل المراض ، لا يوردها مع صاحب الإبل الصحاح ، هذا له وقت ، وهذا له وقت ، بُعدًا عن العدوى ، وبعدًا عن انتقال المرض من الإبل المريضة إلى الإبل الصحيح
وقوله ﷺ ” فر من المجذوم فرارك من الأسد ” لا تجالسه ؛ قد ينتقل مرضه إليك فما عليك إلا اجتنابه ، والإبتعاد عنه ، والفرار منه ، وهذا شرف ان الشريعة جاءت باجتناب أسباب الشر ،
ولا ينكر أن الثوم والبصل من التغذية الصحية ذوات القيمة العالية والنافعة ، لكن المشرع ﷺ نهى بقوله الصريح ؛
“ من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنَّ مسجدنا ، ولا يؤذينَّا بريح الثوم ” وفي لفظ “ فإن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم ” ، وكان الناس في عهد رسول ﷺ يسكنون العالية ، فيحضرون الجمعة وبِهِم وَسَخٌ ، فإذا أصابهم الرَّوح سطعت أرواحهم ؛ فيتأذَّى بها الناس ، فذُكِرَ ذلك لرسول الله ﷺ فقال : “ أولا يغتسلون ؟! ” ولهذا بعض العلماء الأفاضل منعوا اصحاب الجوارب ذات الروائح الكريهة دخول المساجد لعدم اذاية المصلين
ومن صور الأذى التخلِّي في طرق الناس وأفنيتهم ، وقضاء الحاجة في أماكن تنزُّههم ، وجلوسهم ، وتنجيسها ، وتقذيرها بالأنجاس والمهملات ؛ فقد قال النبي ﷺ “ اتقوا اللعَّانَيْن ”، قالوا : وما اللعَّانان يا رسول الله ؟ قال ﷺ : “ الذي يتخلَّى في طريق الناس ، وظِلِّهم ” والنصوص الشرعية واضحة البيان بالتحذير ومدى صرامتها ؛ من إذاية المسلمين الابرياء ،
لقول النبي ﷺ : ” إيّاكم وأذى المؤمن، فإنّ الله يحوطه ويغضب له ” ، ولقوله ﷺ : “من آذى المسلمين في طرقِهم وجبت عليه لعنتُهم” ، ولقوله ﷺ :”والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”
فكيف وقد ثبت علمياً وعمليا أن فيروس كورونا – حمانا الله وإياكم منه – ينتقل بالعدوى دون أن تظهر الأعراض على حامل الفيروس ، وهو مرض قاتل فتَّاك ، لأجل ذلك كانت الإجراءات الاحترازية والمنع التام من التجول والاختلاط بالآخرين أكبر علاج وقائي لانتشار المرض ، فمن ثبتت إصابته بهذا المرض ثم قام بنشر المرض والإختلاط بالآخرين بعد علمه أن المرض معد ؛ وقام بأعمالٍ من شأنها مخالفة أوامر الحظر الصحي ، ولا شك أنه آثم معتد ، لتعمده إيذاء الآخرين والإضرار بهم ، وهي من صور الفساد في الأرض، والحرابة التي ذكر الله تعالى حكمها في قوله : ” إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ” ،
هذا حكم من سعى في الإفساد في الأرض بإشاعة المرض بين المسلمين الابرياء
حفظ الله الأمة من هذا الوباء ، وبارك فيها في كل مجهوداتها وأعمالها ؛ بدءا من التدابير الإحترازية الإستباقية إلى الإستعجالية بتوفير اللقاح المضاد ، والشفاء والسكينة لكل مرضانا ، ولموتانا الرحمة والمغفرة والفوز بالشهادة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا