ثقافة و فنون

الدارالبيضاء : طيف البروفيسور العراقي حول الإثراء اللغوي

كازاوي

انكب جامعيون وجمعويون طيلة يوم الأربعاء 9 يناير الجاري بالدار البيضاء، على تدارس أفضل السبل لاكتساب وتدريس واستعمال اللغات، وذلك في إطار المناظرة الوطنية الرابعة حول السلامة اللغوية بالمغرب، التي قاربت عدة محاور لها صلة باستعمالات اللغات في مجالات مختلفة. وحملت هذه المناظرة، التي نظمها الائتلاف الوطني لترشيد الحقل اللغوي، وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، اسم ” دورة المرحوم البروفيسور مولاي أحمد العراقي ” الباحث والطبيب الذي كانت له إسهامات كثيرة في مجال إثراء الحقل اللغوي في المغرب.
وفي هذا السياق، أكد كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي خالد الصمدي، خلال افتتاح المناظرة، على أهمية مقاربة المسألة اللغوية خلال هذه المناظرة، بالنظر للدور الذي تضطلع به اللغات في مختلف مجالات الحياة العلمية والاقتصادية والاجتماعية والمعرفية .
وبعد أن لفت إلى أن المغرب عرف بانفتاحه على تعلم اللغات الأجنبية، شدد على ضرورة استغلال كل الفرص المتاحة المتعلقة بتعلم اللغات الأجنبية على مستوى المؤسسات الجامعية، وعلى صعيد مختلف المراكز والمنصات الرقمية التفاعلية.وذكر الصمدي في هذا الصدد باحتضان مؤسسات ومراكز تابعة للجامعات المغربية لحصص تتعلق بتعلم عدة لغات أجنبية، فضلا عن إقبال أجانب على تعلم اللغة العربية ” وهذا يعكس المستقبل الواعد للعربية “.وفي سياق متصل، أكد على أهمية البحث التربوي والسوسيولوجي في معالجة المسألة اللغوية بالمغرب التي تعيش كما قال ” فوضى”.
وتوقف الصمدي، في هذا السياق، عند مختلف البرامج والمشاريع التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، والتي تروم المساهمة في معالجة المسألة اللغوية في شموليتها ( برنامج ابن خلدون للعلوم الانسانية / مشروع ” مدرس المستقبل ” في إطار الإجازة المهنية الذي يروم تكوين 200 ألف مدرس في أفق 2030 ).
ومن جهته، أبرز رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ادريس المنصوري، أهمية العمل المشترك ( الجامعات، الجمعيات، الاعلام )، من أجل معالجة المسألة بشكل ناجع .وحسب المنصوي، فإن المغرب شهد منذ حوالي 30 سنة، نقاشات، تلتها عدة إجراءات تتعلق بمعالجة المسألة اللغوية، لكن دون الحصول على نتائج كبيرة في هذا المجال، مشيرا إلى ضرورة التركيز أكثر على امتلاك اللغات خلال مرحلة الصغر.
وتناولت تدخلات أخرى، خلال هذه المناظرة المنظمة بمعية كلية الآداب عين الشق والتضامن الجامعي المغربي، جوانب أخرى تتعلق بالتنوع اللغوي، والتكوين باستعمال عالم الرقمنة، وذلك من أجل تعلم اللغات واكتساب مهارات تساهم في الانفتاح على المعرفة . واعتبرت أن اكتساب اللغات يساهم دون شك في الدفع بعجلة التنمية، فضلا عن تكوين شخصية المتعلم، وجعله منفتحا على الحياة في شموليتها. وشمل برنامج هذه المناظرة، التي تميزت بتخصيص فقرة لتكريم مولاي أحمد العراقي، عقد جلسات حول مراحل وآليات وعوائق اكتساب اللغة، وتدريسها واستعمالاتها وتداولها في مختلف قطاعات الحياة ومجالاتها الوظيفية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى