مجتمع

سباتة تحت الحصار

الساعة تشير إلى الثامنة وبضع دقائق من مساء الاثنين، مشهد لم يعشه سكان حي سباتة منذ انتهاء فترة الحجر التي فرضتها حالة الطوارئ المتخذة من طرف الحكومة للحد من جائحة كوفيد 19.
خطوات متسارعة وعيون تلتفت في كل الاتجاهات بحثا عن شئ ما تلح في إيجاده.. حواجز أمنية ومقاهي ومحلات تنكرت لزبنائها وأقفلت مبكرا، على غير عادتها.
وأمام محل من محلات بيع المواد الغذائية “بسباتة” تقف سيدتان تستجديان ” مول الحانوت” ليمدهما بحاجياتهما، فجأة يعلو صوت إحداهما مستعطفة البائع الذي سارع لإقفال محله بعد زيارة لأعوان السلطة، لمعاينة مدى احترام أرباب المحلات للقرار الحكومي ” جهاد عافا ولدي حل علي عطيني لتر ونص دالحليب وثلاثة من “الياغورت” للدراري..راه نسيت غتسدو بكري..غي حُل راه مشاو..” وعندما لم تجد صدى لندائها، جاء دور جارتها في الاستعطاف: “حل علينا غي دابا الله يرحم لك الوالد وغدا نتقداو بكري…” . والبائع الشاب الذي ينام عادة بالمحل لايكثرت لصياحهما رغم أن السيدتان جارتا المحل ومن زبائنه الدائمين وتعلمان جيدا أنه بالداخل.
غير بعيد عن المحل يقف شابان وطفلة أمام منزل فتيحة” مولات التيليبوتيك ” بعد أن أقفلت مبكرا هي الأخرى، ينادون عليها “لاقتناء بطاقات التعبئة فترد عليهما “فتيحة ماكايناش.. سيروا عافاكم..وما هي إلا دقائق وبعد أن سمعت أحدهما يتوسل إليها أن تمنحه تعبئة حتى يتمكن من الاستفادة من الدروس الليلية التي يتلقاها عن بعد، يرق قلب فتيحة وتخرج إليهم مستفسرة عن نوع التعبئة التي يحتاجون منبهة إياهم : “جيتوني ولاد الدرب وعزاز عندي أما منخرجش عندكم تسببوا لي في شكل مشكل مع السلطات..”
هكذا استقبل سكان حي سباتة التدابير الجديدة المتعلقة بتطويق رقعة انتشار فيروس كورونا المستجد ، داخل تراب عمالات الدار البيضاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى