العرب يخرجون من روسيا جملة

محمد الشمسي
بهزيمة نسور قرطاج تكون المنتخبات العربية الأربع قد ضمنت خروجا من الباب الخلفي لمونديال روسيا ، حصيلة المنتخبات العربية جاءت مخزية ، فكلهم خسروا مبارتي الدورين الاول والثاني ، وباستثناء المنتخب المغربي الذي تلقى هزيمتين بسومة هدف في كل شبكة ، أخذا بعين الاعتبار ان الهدف الايراني كان مغربيا في الشباك المغربية ، فإن المنتخبات الثلاث الأخرى استباحت خصومها شباكها ، فالسعودية جمعت من مبارتين ستة أهداف ، وتونس جمعت من مبارتين سبعة اهداف ، والفراعنة جمعوا اربعة أهداف من مباريتين ، وتبقى النخبة التونسية رغم استقبالها لأكثر من دزينة أهداف فقد كان هجومها فعالا حين سجل ثلاثة أهداف ، يليه المصريون بهدف يتيم ، في حين خرجت السعودية والمغرب بصفر هدف في شباك الخصوم ، ولا تزال هناك دورة ثالثة تنتظر العرب ، قد يؤكدون فيها تواضعهم ، بمعنى انه ” مازال العاطي يعطي” .
يبقى السؤال المحير هو : ماذا ينقص العرب للفوز في كأس العالم ؟ ، وسؤال : ما الفائدة من التأهل لكأس العالم إذا كانت إقصائياتها تتطلب منهم سنوات ، في حين لا يتطلب خروجهم سوى 180 دقيقة ؟ ، إن كان على الإمكانيات المادية فالمنتخبات العربية المشاركة تتوفر على إمكانيات مادية عالية ، وعن اللاعبين فهناك مواهب ونجوم ، وإن كان على الجماهير فهناك دعم جماهيري شعبي كبير للمنتخبات العربية من عشاقها ، فماذا ينقص العرب إذا ؟ ، وجبت الاشارة الى نتائج المنتخبات في كرة القدم لا تعكس حجم الديقراطية ولا التنمية في البلد ، فهناك ديكتاتوريات مهيمنة فازت وتفوز منتخباتها بالكأس العالمية ، ولا تزال دول رائدة في الفعل الديمقراطي تحلم بعضها بمشاركة ، أو بعضها بلعب مباراة نهائية ، ولا تقاس بالقوة الاقتصادية ، فهناك دول غير ذات اقتصادات قوية فازت بالكأس ، في حين لم تفز منتخبات أمريكا وكندا وروسيا القوية بالكأس ، بل إن مشاركاتها تعد على رؤوس الاصابع ، ولا تقاس بحجم الكثافة السكانية ، فالهند لم يسبق لها المشاركة ، ومشاركات الصين معدودة بملاييرهم البشرية ، في حين تشارك دول في حجم أحياء ومدن مساحة وسكانا ، مثل إيسلندا ، فما ينقص كرة العرب لتكون منفوخة ومستقرة في شباك الخصوم ؟ ، لم أجد للسؤال جوابا ، واعتقد أن كرة القدم وإن كانت ليست بالعلم الخاضع للحسابات ، فإنها في حاجة لعلم رياضي ، ونهج كروي ، وثقافة المنافسة ، لأخلص إلى أن ما نطلق عليه “سوء الحظ العربي” لا يعدو ان يكون سوء تعامل علمي مع رياضة باتت قطاعا تجاريا منتجا يفوق مردوده حقول النفط ، وعائدات البورصة في بعض الاحيان ، هل نملك ثقافة الكرة ، و عادة الكرة ، وقواعد الكرة ؟ ، هل نحترم الكرة المملوءة بالهواء عن طريق احترام بروح رياضية للخصوم ، واستعداد علمي ومنهجي لهم ؟ ، ثم هل نملك روح الركض فوق العشب بشغف وبحب وباستمتاع ؟ ، بمعنى هل نضع فارقا بين حرب وبين مباراة كرة ؟ ، وهل نشجع منتخبنا بقواعد الروح الرياضية أم نؤمن به ونكفر بخصمه ، ونعير خصمه بما يخرج عن قواعد الكرة ، فلا يصبح فرق عندنا بين لقاء في الكرة ، والحرب الصليبية ؟ ، لكن يا ترى هل إذا استجبنا لهذه الشروط يمكن ان نحصد نتائج طيبة ؟ الرزية كل الرزية هي ان تحصد الهزائم تباعا وتحتار في إيجاد الخلل ؟ .