رياضةعين على المونديال

كريستيانو في القمة وميسي تحت السفح

وضع كريستيانو رونالدو منتخب بلاده في وضع شبه مريح للمرور نحو دور الثمن في مونديال روسيا ، فمن أصل أربعة أهداف هز بها المنتخب البرتغالي شباك خصومه ، كان رونالدو قد سجل كل الأهداف  ، بطرق متنوعة ، ومن أماكن متنوعة ، وفي أزمنة متنوعة ، وضد منتخبات متنوعة ، فأما الأهداف الثلاثة فكانت ضد “أهل الفضل ” على كريستيانو ، الذي قدم إلى إسبانيا من انجلترا مجرد موهبة رشيقة شبه مغمورة ، فصار في بلاد الإسبان نجما ساطعا ومضيئا ، حاز كل الألقاب التي تفوق حتى أحلام الحالمين ، البرتغال كانت متأخرة ضد إسبانيا ، والوقت يمر ، ورونالدو يتحصل على ضربة خطأ غير بعيدة عن دفاعات السلبليون ، فتراجع كريستيانو إلى الخلف بخطوات محسوبة ومدروسة ، ثم تنفس نفسا عميقا ، وهو يحملق تارة في الكرة وتارة في المرمى وتموضع حارسها ، وفي الوقت الذي اعتقدنا أن رونالدو ” كيمثل علينا” ، وأنه “كيدير السينما” ، خاصة عندما “شمر ” على سرواله القصير ، وتقدم بثبات وغازل الكرة برجله اليمنى ، كما كان يفعل كبار منفذي ضربات الخطأ على شاكلة بلاتيني ومارادونا ، لتنطلق هلالية الاتجاه في انسياب ، حيث تخطت رؤوس الحائط البشري ، وسارت ملولبة دائرية في هدوء نحو الزاوية تسعين للحارس الإسباني ، الذي وجد صعوبة في تتبع شباكه تهتز بعينيه ، وكأن رونالدو رماها بيديه ، ليعلن كريس عن هدف التعادل لبلاده ، بعدما كان قد سجل هدفان متتاليان ، وعاد ذات اللاعب في لقاء بلده مع المنتخب المغربي ، ليفلت من الرقابة و ل”ينطح” الأسود برأسية عجلت رحيلهم عن المونديال ، فكان رونالدو في حجم منتخب ، ولم يكن مجرد لاعب في منتخب .

أما غريمه ليونيل ميسي فبعد أن عقله الإيسلنديون وأحبطوا مفعوله ، وتعادلوا مع منتخبه الذي لا يشارك إلا طمعا في الفوز بالكأس ، جاء الكروات ليضغطوا على جرح لاعب يفعل في برشلونة ما يشاء ، لكنه في منتخب بلاده يظهر أبلها تائها ، وهزموه بثلاثية لن تنساها ذاركة الكرة سريعا ، ولا يفصل ميسي عن العودة إلى بيونيس إيريس سوى المباراة المتبقية ، التي عليه الفوز فيها وهذا مستبعد ، ثم الدخول في حسابات كروية معقدة ، وعموما خرج مصير زملاء ميسي من أيديهم ، وباتوا رهينة نتائج لا دخل لهم فيها ، ولم يظهر من ميسي غير اللحية الشقراء ، مع قليل من “الفانت” ، وظهر المسكين معزولا مثل عابر سبيل في رقعة الملعب ، أو قل مثل “يتيم في العيد” .

الحقيقة أننا نحن الجيل الذي شاهدنا مارادونا في عز نجوميته وعطائه ، ثم شاهدنا بعده مهاجمين يسجلون من مناطق مستحيلة ، وعلى حراس كانوا وقتها متألقين عالميا ، ونذكر هنا الهولندي فان باستن ، ثم بعده الليبيري جورج وياه ، الذي سبق ميسي في قطع قرابة مائة متر من المستطيل الأخضر وتسجيل هدف تاريخي في البطولة الإيطالية التي لم يكن يلعب فيها حيناها سوى “سيدي ومولاي” ومن تفرج على “روبيرطو باجيو” ، و”ماطاوس ورومينيغي” والحارس “شمايكل” وغيرهم ، يعتبر أن كل تلك الكواكب لم تنل حظها من الشهرة كما نال كريس وليو ، فذلك الجيل لم يكن يكتفي بوضع الكرة في شباك الخصم ، بل كانوا يتفنون في ذلك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى