سياسة

وهبي يعدد ادوار مغاربة العالم في الدفاع عن القضية الوطنية

أثارت الخرجات الاستفزازية لأعداء الوحدة الترابية من مرتزقة البوليزاريو المسخرة من قبل نظام العسكر الجزائري، حفيظة الفاعل الجمعوي عزيز وهبي رئيس مؤسسة جذور لمغاربة العالم، الذي أكد أن استفزازات ومغالطات المرتزقة المدعمة من قبل النظام العسكري الجزائري تقابلها يقظة الجالية المغربية التي تلعب دور الديبلوماسية الموازية من أجل التعريف بالقضية الوطنية وتفنيد تداعيات ميليشيات البوليزاريو التي تهدد استقرار المنطقة.

ودعا وهبي المستثمر والناشط الجمعوي داخل وخارج المغرب، أن مغاربة العالم في حاجة ماسة للتأطير والتكوين والمصاحبة لإغناء هذا الملف على وجهات متعددة، والإسهام في إنتاجات تحمي المغرب وصحرائه من التداعيات المغلوطة والتي تحاول كسب عطف المؤسسات الحقوقية والجمعوية بالخارج، رغم أننا ولله الحمد يضيف وهبى نحظى بثقة المجتمع الدولي، واعترافات أشقائنا وشركائنا بمغربية الصحراء والتي عرفت افتتاح عدة قنصليات.
في نفس السياق أورد وهبي أن إشراك وتكوين مغاربة العالم يشكل اندماجا مثاليا في مجتمعات متعددة وارتباط وثيق مع الوطن الأم، حيث أوضح أنه في سنة 1960 لم يكن في هولندا سوى ثلاثة مغاربة يحملون تصريحا بالإقامة في هذا البلد الأوروبي، وبعد خمسين سنة تسجل الإحصاءات الرسمية وجود أكثر من 400 ألف من أفراد الجالية المغربية في هولندا أغلبهم يحملون جنسية هذا البلد الأوروبي إضافة إلى جنسية وطنهم الأصل.

في خمسين سنة تحول الحضور المغربي في هولندا من يد عاملة ساهمت في بناء الاقتصاد الهولندي وفي تحقيق الرخاء الاقتصادي، إلى مكون إنساني أساسي في هذا المجتمع الأوروبي يتمتع بمواطنته الكاملة ويساهم في كافة مناحي الحياة، بل أصبح تاريخ الهجرة المغربية جزءا لا يتجزأ من تاريخ هولندا والمغرب مثلما أظهر ذلك مؤلف “تاريخ المغاربة في هولندا” (إصدارات مجلس الجالية المغربية بالخارج 2016).

في السنوات الأخيرة هناك رصد لمجموعة من الظواهر على مستوى الهجرة المغربية في هولندا، فبالإضافة إلى كونها هجرة شابة ومؤنثة ومندمجة، وهي خاصيات تشترك فيها معظم الجاليات المغربية في مجتمعات الإقامة الأوروبية، فإن الجالية المغربية في هولندا أصبحت من أكثر المجموعات المهاجرة حضورا في المجتمع الهولندي، ومن اكثرها تأثيرا بين مختلف المجموعات المهاجرة.
فإذا تحدثنا على الجانب السياسي نجد بأن السياسيين الهولنديين من أصل مغربي استطاعوا أن يفرضوا وجودهم في ظرفية سياسية صعبة. فبالرغم من الحضور القوي لتيارات اليمين المتطرف في هذا البلد الأوروبي على رأسها حزب خيرت فيلدز الذي يخوض هجمات شرسة على مغاربة هولندا وعلى الهجرة عموما، إلا أن السياسيين من أصل مغربي تمكنوا من تغيير الصورة النمطية التي تحاول هذه التيارات تحجيمهم فيها، فانتزعوا شرعيتهم الانتخابية من المجتمع الهولندي المتعدد والمنفتح، وهو ما قلدهم مناصب مهمة مثل عمودية مدينتين كبيرتين هما روتردام وأرنهايم، إضافة إلى رئاسة البرلمان من طرف السياسية من أصل مغربي خديجة عريب؛ من دون أن تفوت الإشارة إلى الشاب الذي سطع نجمه بشكل ملفت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وقدم بديلا سياسيا يعكس دينامية المجتمع الهولندي المتعدد في مواجهة العنصرية، هو الشاب جيسي كلايفر زعيم حزب الخضر، المولود من أب مغربي وام أندونيسية… ولا يسعنا المجال هنا لتعداد كافة المغاربة المنتخبين في عدد من المجالس البلدية والمؤسسات التمثيلية.

وأشار رئيس مؤسسة جذور لمغاربة العالم إلى أمثلة أخرى توضح دور الجالية المغربية بالخارج للعب دور إشعاعي دبلوماسي موازي،باعتبار الاندماج السلس للجاليات المغربية في مختلف دول الاستقبال مرده بالأساس إلى المساحة التي تتيحها هويتهم المغربية المتعددة لاستقبال مختلف الثقافات، والتعايش مع الآخر، من دون أن يشكل هذا الاحتكاك الثقافي أي صدام هوياتي، بل يصبح هذا الالتقاء عاملا إيجابيا يتيح إثراء وإغناء ثقافات دول الإقامة والاستفادة من العناصر الثقافية التي توفرها هذه الدول من أجل تطعيم وإثراء الهوية الأصلية.
وقد سبق لمجلس الجالية المغربية بالخارج في الدورة 25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب من فتح النقاش حول حضور الثقافة المغربية خارج الحدود عبر مغاربة العالم، واكتشاف مكوناتها وتعميق المعرفة في التحديات التي تواجهها.
وساهمت هذه المشاركة إلى استشراف وسائل استثمار الثقافة المغربية في تعزيز مساهمة مغاربة العالم في تنمية ثقافات مجتمعات الاستقبال؛ وكذا بحث الأدوار التي يمكن أن يلعبها مغاربة العالم المبدعين في تقوية مكانة الثقافة المغربية ضمن الثقافية العالمية عبر انتاجاتهم الثقافية بمختلف اللغات؛ بالإضافة إلى فتح المجال أمام الثقافة المغربية من أجل الاستفادة من الفرص التي توفرها العولمة لتسهيل نقلها إلى الأجيال الجديدة لمغاربة العالم وتبسيط إيصال روافدها إلى غير المغاربة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى