ثقافة و فنون

“حي الحبوس في الدار البيضاء”..بنات أفكار كاتبان فرنسيان مبدعان

سيتم يوم الخميس المقبل في الدار البيضاء تقديم مؤلف جديد باللغة الفرنسية تحت عنوان ” حي الحبوس في الدار البيضاء ، أو المدينة العتيقة الجديدة في الحاضرة الاقتصادية ” ، من توقيع كل من جيسلين ميفر و برنار ديلغادو، و الذي صدر مؤخرا عن منشورات “لا كروازي دي شومان “أو ” ملتقى الطرق “.

و يستعرض هذا الكتاب بالتفصيل أصالة هذا الصرح الحضري الرائع ، أي حي الحبوس في المدينة البيضاء ، مستحضرا ظروف وأسباب إنشاءه مع بداية القرن العشرين ، وتطوره منذ قرابة قرن من الزمن.

ويسلط هذا البحث التاريخي الضوء على منهج إبداعي خاص جدا في ما يتعلق بتصميم المدينة ، ويكشف أسرار هذه التحفة الفنية المعاصرة ، التي هي في حقيقة الامر “مدينة في قلب مدينة”.

وأفادت منشورات ” ملتقى الطرق ” ،في تقديمها لهذا المؤلف ، بأن المهندسين المعماريين الفرنسيين إدموند بريون وأوغست كاديه قد صمما في الفترة ما بين 1918 و 1956 هذا الحي، الذي سرعان ما أصبح أحد المحاور الحيوية للمدينة الجديدة في الدار البيضاء .

و لتطوير الهندسة المعمارية وإعطائها الروح المطلوبة ،استوح كلا المهندسين الفكرة من واحدة من الخصائص التاريخية الرئيسية للثقافة الحية بالمغرب، و المتمثلة بالخصوص في المدينة العتيقة ، التي هي في واقع الأمر النموذج الأصلي للمدينة التقليدية في العالم العربي، و المختلفة جذريا عن نموذج المدينة الأوروبية.

و بعد أن شكل في بداياته مستقرا لساكنة عمالية ، أضحى حي الحبوس مكانا لإقامة العائلات المتواضعة و أيضا لعائلات صغار التجار والموظفين وحتى بعض الاعيان ،وذلك بسبب الجاذبية التي تثيرها هندسته المعمارية ، والتي كانت توصف من قبل السلطات انذاك بال”جميلة جدا ، وغالية الثمن “.

و غالبا ما عكس هذا الحي العلاقة الغامضة بين المعمار والقوة الاستعمارية، إذ يستمد معظم مراجعه من التقاليد وممارسات المحلية للبناء ، ويعكس بالتالي سحرا حقيقيا للمهندسين المعماريين الذين صمموا معلمه العمرانية .

و لتأليف هذا الكتاب ، تم القيام ببحث اجتماعي عميق لدى ساكنة الحي للمساهمة ،من جهة ، في اغناء الأبحاث حول التراث المعماري في القرن العشرين ، ومن جهة أخرى ،لتقديم شهادات على التطور و الوضع الحالي لحي الحبوس .

و يروم هذا الكتاب أيضا تقديم فهم أفضل لعمل ودور المعلمين ، و ابراز الثروة والابتكار التي تختزنه مهن البناء ، والتي تم الحفاظ عليها ، فضلا عن تسليط الضوء على اسهامات المهندسين المعماريين ادمون بريون وأوغست كاديت.

و خصص الفصلان الأول والثاني للحديث عن السياق السياسي لفترة تصميم حي الحبوس ، المرتبط بعهد الحماية ،إذ يعود تأسيسه بشكل كبير للاهتمام الذي كان يوليه المرشال ليوتي للتنمية الحضرية للدار البيضاء .

و في الفصل الثالث ، يقدم المؤلفان بورتريه للمهندسين الفرنسيين ، بينما يتناول الفصل الرابع المراحل المختلفة لبناء هذا المشروع الذي استمر أكثر من 40 سنة .

وخصص الفصلان الخامس والسادس “لنموذج المدينة العتيقة ” ولإسهام المعلمين ، بينما يعرض الفصل الأخير شهادات حول حياة الحي , واشهر الأحداث التي شهدتها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى