من الدرس إلى قطع الرأس: الرواية الكاملة لقطع رأس مدرس فرنسي

تعرض مدرس باعدادية بوا دالين شمال غرب العاصمة مساء الجمعة المنصرم إلى عملية قتل بشعة على بعد أمتار قليلة من المدرسة حيث عمد القاتل و هو من أصول شيشانة و ليس جزائري كما تداولت بعض وسائل الإعلام إلى قطع رأس الضحية و الصياح الله أكبر حسب شهود عيان.
يأتي الحادث بعد تطرق المدرس إلى موضوع العلمانية و حرية التعبير يوم الاثنين 5 اكتوبر، وحسب قواعد تدريس المادة فان المدرس طلب من التلاميذ المسلمين مغادرة الفصل لانه سيعرض صور من الممكن أن تصدمهم، تجرح مشاعرهم أو تثير غضبهم، وبعدها وزع على الفصل صورا كاريكاتيرية للنبي محمد، تعود لمجلة فرنسية سبق ونشرتها، الامر الذي ادى الى فتح نقاش حول الموضوع من طرف بعض اولياء التلاميذ المسلمين، الذين عبروا عن غضبهم، وذهبوا الى المدرسة للاستفسار من المدرس عن أثارته لموضوع حساس، ثم قاما بوضع شكاية ضده لدى مدير المدرسة مطالبين بفصله عن العمل.
هذا الموضوع تحول أثرها الى نقطة خلافية تم تداولها على نطاق واسع في مواقع التواصل الإجتماعي من طرف بعض أولياء الأمور، حيث عمد احد أولياء الأمور إلى تسجيل فيديو على شبكة فيس بوك لحشد الرأي العام المحلي للضغط على السلطات لفصل المدرس أو تنظيم مظاهرات، نفس الشخص قام بتسجيل فيديو ثاني أعطى فيه اسم المدرس و عنوان المدرسة و طلب من المسلمين الوقوف صفا واحدا لقول لا لهذه الاستفزازات.
الاب لم يقف عند هذا الحد إذ قام مصحوبا بابنته بوضع شكاية بمفوضية الشرطة حيث تم استدعاء المدرس، يوم الاثنين الماضي، وقام المحققون بمواجهته بنسخة مكتوبة من الدرس، و كذا بافادة احد الحاضرين، أجاب عنها كونه طلب من التلاميد المسلمين عدم النضر في الصور او الخروج ان إرادو حفاظا على مشاعرهم، في المقابل قدم المدرس شكاية مضادة بالمشتكي، تتضمن كون ابنة الاخير لم تكن حاضرة و انها بنت مزاعمها على اساس ما رواه زملاؤها في الفصل.
ليعمد الاب في المساء ذاته الى وضع فيدو ثالث تحدث فيه عن الموضوع بإسهاب و تطرق كون الرئيس ماكرون اثار مشاعر الكراهية نحو الاسلام و المسلمين و هدد بتنظيم مظاهرات امام المدرسة ان لم يتم فصل المدرس.
يوم الجمعة المنصرم و على الساعة الخامسة مساءا قام شاب في الثامنة عشر من عمره بقتل المدرس على مقربة من المدرسة و قام بقطع رأسه، وسجل مقاطع لجثة المدرس عبر حساب تويتر، لتتبع الأجهزة الأمنية لتطويق مكان الحادث، وتصفيته من طرف رجال الشرطة في ظروف لم تتضح بعد.
القاتل و الذي تمت تصفيته من قبل الشرطة من مواليد 2002 بموسكو من أصل شيشاني كان قد قدم مع عائلته طالبا اللجوء، وكان معروفا لمصالح الشرطة بأعمال إجرامية ولم تكن له أي ميول جهادية .
و على إثر الحادث قام المدعي العام المكلف بقضايا الإرهاب إلى إصدار امر اعتقال لعشرة أشخاص ووضعهم تحت الدراسة النظرية لتعميق البحث معهم بشبهة التخطيط أو المساعد في قتل المدرس و الانتماء إلى منظمة إرهابية.